للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذيال بذنبه. وقال الخليل: العميثل البطيء الذي يسيل ثيابه كالوادع الذي يكفي العمل انتهى.

[العناق:]

الأنثى من ولد المعز والجمع أعنق وعنوق. روي عن الأصمعي أنه قال: بينا أنا أسير في طريق اليمن، إذا أنا بغلام واقف في الطريق، في أذنيه قرطان، في كل قرط جوهرة، يضيء وجهه من ضوء الجوهرة، وهو يمجد ربه بأبيات من الشعر وهي هذه:

يا فاطر الخلق البديع وكافلا ... رزق الجميع سحاب جودك هاطل

يا مسبغ البرّ الجزيل ومسبل ... الستر الجميل عميم طولك طائل «١»

يا عالم السرّ الخفي ومنجز ... الوعد الوفي قضاء حكمك عادل

عظمت صفاتك يا عظيم فجلّ أن ... يحصي الثناء عليك فيها قائل

الذنب أنت له بمنّك غافر ... ولتوبة العاصي بحلمك قابل

ربّ يربي العالمين ببره ... ونواله أبدا إليهم واصل

تعصيه وهو يسوق نحوك دائما ... ما لا تكون لبعضه تستاهل

متفضل أبدا وأنت لجوده ... بقبائح العصيان منك تقابل

وإذا دجا ليل الخطوب وأظلمت ... سبل الخلاص وخاب فيها الآمل

وأيست من وجه النجاة فما لها ... سبب ولا يدنو لها متناول

يأتيك من ألطافه الفرج الذي ... لم تحتسبه وأنت عنه غافل

يا موجد الأشياء من ألقى إلى ... أبواب غيرك فهو غرّ جاهل

ومن استراح بغير ذكرك أو رجا ... أحدا سواك فذاك ظلّ زائل

رأي يلم إذا عرته ملمة ... بسوى جنابك فهو رأي مائل

عمل أريد به سواك فإنه ... عمل وإن زعم المرائي باطل

وإذا رضيت فكل شيء هيّن ... وإذا حصلت فكل شيء حاصل

أنا عبد سوء آبق كلّ على ... مولاه أوزار الكبائر حامل

قد أثقلت ظهري الذنوب وسوّدت ... صحفي العيوب وستر عفوك شامل

ها قد أتيت وحسن ظني شافعي ... ووسائلي ندم ودمع سائل

فاغفر لعبدك ما مضى وارزقه تو ... فيقا لما ترضى ففضلك كامل

وافعل به ما أنت أهل جميله ... والظنّ كلّ الظن أنك فاعل

قال: فدنوت منه وسلمت عليه فقال: ما أنا براد عليك حتى تؤدي من حقي الذي يجب لي عليك! قلت: وما حقك؟ قال: أنا غلام على مذهب ابراهيم الخليل عليه السلام، لا أتغدى ولا أتعشى كل يوم، حتى أسير الميل والميلين في طلب الضيف. فأجبته إلى ذلك، فرحب بي، وسرت معه حتى قربنا من خيمته، فصاح: يا أختاه فأجابته جارية من الخيمة بالبكاء، فقال: قومي

<<  <  ج: ص:  >  >>