للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مشروعية ذلك. وقال مالك وأبو حنيفة: لا تقلد الغنم، والظاهر أن الحديث لم يبلغهما.

[فرع]

: فتح إنسان مراح غنم، فخرجت ليلا ورعت زرعا فإن كان الذي فتحه المالك، ضمن الزرع، وإن كان غير المالك لم يضمن. والفرق أن المالك يلزمه حفظها في الليل فإذا فتح عليها ضمن، وغير المالك لا يلزمه حفظها، فإذا فتح عليها لم يضمن. قاله في البحر وسيأتي في باب الميم، الإشارة إلى إتلاف الماشية.

[وأما الأمثال]

: فقد تقدم بعضها في باب الجيم، وبعضها في باب الشين المعجمة، وكذلك الخواص وسيأتي طرف منها في المعز في باب الميم، إن شاء الله تعالى.

[التعبير]

: الغنم في الرؤيا رعية صالحة طائعة، وتدل على الغنيمة والأزواج والأولاد والأملاك والزرع والأشجار الحافلة فالثمار، فذوات الصوف نساء كريمات جميلات ذوات مال وعرض مستور. والشعاري نساء صالحات فقيرات، ذوات عرض مبذول بكشف عوارتهن، خلافا لذوات الصوف فإن عوراتهن مستورة بالألية. قاله ابن المقري.

وقال المقدسي: من رأى أنه يسوق معزا وضأنا، فإنه يلي على عرب وعجم، فإن أخذ من ألبانها وأصوافها فإنه يجبي منهم أموالا، ومن رأى غنما واقفة في مكان، فإنهم رجال يجتمعون في ذلك الموضع، في أمر من الأمور. ومن رأى غنما استقبلته فإنهم أعداء يظفر بهم، ومن رأى شاة تمشي أمامه، وهو يمشي ولا يدركها، تعطلت عليه معيشته، وربما تبع امرأة ولا تحصل له. وألية الغنم مال المرأة، ومن رأى كأنه يجز شعر الغنم فليحذر من الخروج من داره ثلاثة أيام، وقال جاماسب: من رأى قطيع غنم سر دائما. ومن رأى شاة واحدة سر سنة. والنعجة امرأة، فمن ذبح نعجة افتض امرأة مباركة، لقوله تعالى: إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ

«١» ومن رأى أن صورته تحولت على صورة غنمه نال غنيمة.

[الغواص:]

طائر تسميه أهل مصر الغطاس وهو القرلي الآتي في باب القاف إن شاء الله تعالى.

قال القزويني في الأشكال: هو طائر يوجد بأطراف الأنهار، يغطس في الماء ويصطاد السمك، فيتقوت منه، وكيفية صيده أنه يغوص في الماء منكوسا بقوة شديدة، ويمكث تحت الماء، إلى أن يرى شيئا من السمك فيأخذه، ويصعد به ومن العجائب لبثه تحت الماء، ويوجد كثيرا بأرض البصرة انتهى.

قال بعضهم: رأيت غواصا غاص فطلع بسمكة، فغلبه غراب عليها، فأخذها منه، فغاص مرة أخرى وطلع بسمكة أخرى، فأخذها منه الغراب، ثم الثالثة كذلك، فلما اشتغل الغراب بالسمكة. وثب الغواص فأخذ برجل الغراب، وغاص به تحت الماء حتى مات الغراب، ثم خرج هو من الماء.

<<  <  ج: ص:  >  >>