للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَاهْجُرْ

. قال أبو العالية والربيع: الرجز بالضم والكسر: النجاسة والمعصية، وكل هذا في غير المساجد. فأما المساجد فلا يستصبح به فيها جزما. ويحل دهن السفن به، وأن يتخذ صابونا يغسل به ولا يباع. وقال أبو حنيفة والليث: يجوز بيع الدهن النجس، إذا بين نجاسته. وقال أهل الظاهر: لا يجوز بيع السمن، ولا الانتفاع به، إذا وقعت فيه الفأرة، ويجوز بيع الزيت والخل والعسل وجميع المائعات، إذا وقعت فيها. قالوا: لأن النهي إنما ورد في السمن دون غيره.

[الأمثال]

: قالوا «١» : «ألص من فأرة» و «أكسب من فأرة» «٢» و «أسرق من ذبابة» «٣» . وهي الفأرة البرية، تسرق كل ما تحتاج إليه وما تستغني عنه.

[الخواص]

: قال في كتاب عين الخواص: رأس الفأرة يشد في خرقة كتان، ويعلق على رأس صاحب الصداع الشديد، يزول صداعه، وينفع من الصرع، وعين الفأر تشد في قلنسوة إنسان يسهل المشي عليه، وإن بخر البيت بزبل ذئب أو زبل كلب، هربت منه الفيران. وإن خلط العجين بزبل حمام وأكله الفأر، أو أي حيوان كان مات. وإن دق بصل الفأر وجعل على أبواب حجرتهن فأي فأرشم رائحته مات. وإن جعل على باب جحر الفأر ورق الدفلى مع القلقند لم تبق فيه فأرة. وإن دق عظم ساق الجمل دقا ناعما، وديف بماء وسكب في جحرة الفيران، فإنه يقتلهن. وإن أخذت فأرة وقطع ذنبها ودفنت وسط البيت، لم يدخل ذلك البيت فأر ما دامت فيه، وإذا بخر بكمون ولوز ونطرون عند جحرتهن متن من ساعتهن، وإن بخر البيت بحافر بغل أسود هرب منه الفأر. وإن علقت عين فأرة على من به حمى الربع أبرأته. وذنب الفأر إذا جعل في جلد حمار، وجعلا في خرقة حرير وعلق على اليد اليسرى، فمن يكون له حاجة فإنها تقضى عند الملوك وغيرهم. وبول الفأر يقلع الكتابة من الورق، وطريق أخذ بوله أن يصاد في مصيدة بحديدة، ويوضع إناء وتجعل المصيدة من ناحية الحديدة، على فم الإناء، ويرى الفأر السنور، فإنه يبول من ساعته لشدة خوفه، ويكتب للفأر على أربع صفائح قصدير، وتجعل في أوكار الفأر وهو هذا: يا ربيق يا سلويرا.

قلت: وقد أذكرني هذا ما يقلع الزيت وغيره، من الأدهان من القرطاس والجلد والريش، وغير ذلك أن يؤخذ التراب الذي يجعله النساء في رؤوسهن في الحمام الأزرق المحترق فيدق ناعما كالكحل، ويوضع على القرطاس الذي أصابه الزيت، أو غيره ويثقل تثقيلا جيدا يوما وليلة، ثم يرفع، فإن القرطاس يصير نقيا ليس به أثر، وهو سر عجيب مجرب. وأما سم الفأر فهو التراب الهالك عند أهل العراق، وهو السك، يؤتى به من خراسان من معادن الفضة، وهو نوعان:

أبيض وأصفر، إن جعل في عجين وطرح في البيت، وأكل منه الفأر مات. وكذلك كل فأرة تجد ريح تلك الفأرة حتى يموت الجميع.

[التعبير]

: قال المعبرون: الفأرة في الرؤيا امرأة فاسقة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال «٤» : «اقتلوا الفويسقة» وقيل: الفأرة امرأة يهودية نائحة ملعونة، أو رجل يهودي فاسق، أو لص نقاب. وربما دل الفأر على الرزق، فمن رأى فأرا في بيته كثيرا، كثر رزقه لأنه لا يكون إلا في مكان فيه رزق،

<<  <  ج: ص:  >  >>