للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللمة والسرحان واليعسوب والبحر وكان كميتا، والأدهم وملاوح والطرف بكسر الطاء المهملة والسحا والمراوح والمقدام ومندوب والضرير ذكره السهيلي في أفراسه صلى الله عليه وسلم. فهذه خمسة عشر فرسا مختلف فيها، وقد بسط الكلام عليها الحافظ الدمياطي وغيره.

[الأمثال]

: قال صلى الله عليه وسلم: «بعثت أنا والساعة كفرسي رهان، كادت تسبق إحدهما الأخرى بأذنها» «١» . وقالوا: هما كفرسي رهان يضرب للإثنين يستويان في الشيء، وهذا التشبيه يقع في الابتداء لا في الانتهاء، لأن النهاية تجلى عن سبق أحدهما لا محالة. وقالوا: «أبصر من فرس» «٢» وأطوع «٣» وأشد «٤» . وقالوا: «فلان كالأشقر إن تقدم نخر وإن تأخر عقر» «٥» . لأن العرب تتشاءم من الأفراس بالأشقر.

[تتمة]

: ذكر في الإحياء، في الباب الثالث من كتاب أحكام الكسب، روي عن بعض الغزاة في سبيل الله، قال: حملت على فرسي لأقتل علجا فقصر بي فرسي فرجعت، ثم دنا مني العلج فحملت ثانية فقصر بي فرسي، ثم حملت الثالثة فقصر بي فرسي، وكنت لا أعتاد منه ذلك فرجعت حزينا، وجلست منكس الرأس منكسر القلب، لما فاتني من العلج، وما ظهر لي من خلق الفرس، فوضعت رأسي على عمود الفسطاط، وفرسي قائم فرأيت في المنام كأن الفرس يخاطبني، ويقول لي: بالله عليك أردت أن تأخذ العلج على ثلاث مرات، وأنت بالأمس اشتريت لي علفا، ودفعت في ثمنه درهما زائفا لا يكون هذا أبدا. فانتبهت فزعا وذهبت إلى العلاف وأبدلت له ذلك الدرهم اهـ.

[تتمة أخرى]

: روى ابن بشكوال، في كتاب المستغيثين بالله عز وجل، عن عبد الله بن المبارك المجمع على دينه وعلمه وورعه، أنه قال: خرجت إلى الجهاد ومعي فرس فبينا أنا في بعض الطريق إذ صرع الفرس، فمر بي رجل حسن الوجه طيب الرائحة، فقال: أتحب أن تركب فرسك؟ قلت: نعم. فوضع يده على جبهة الفرس حتى انتهى إلى مؤخره، وقال: أقسمت عليك أيتها العلة بعزة عزة الله وبعظمة عظمة الله وبجلال جلال الله وبقدرة قدرة الله وبسلطان سلطان الله وبلا إله إلا الله وبما جرى به القلم من عند الله وبلا حول ولا قوة إلا بالله إلا انصرفت. قال:

فانتفض الفرس وقام، فأخذ الرجل بركابي وقال: اركب فركبت ولحقت بأصحابي، فلما كان من غداة غد وظهرنا على العدو فإذا هو بين أيدينا، فقلت: ألست صاحبي بالأمس؟ قال: بلى. فقلت:

سألتك بالله من أنت؟ فوثب قائما فاهتزت الأرض تحته خضراء، فإذا هو الخضر عليه السلام. قال ابن المبارك رضي الله تعالى عنه: فما قلت هذه الكلمات على عليل إلا شفي بإذن الله تعالى.

[الخواص]

: إذا علقت سن الفرس العربي على صبي سهل طلوع أسنانه بلا ألم، وإن وضعت سنه تحت رأس من يغط في النوم انقطع غطيطه، ولحمه يطرد الرياح، وعرقه يطلى به عانة الصبي وإبطه فلا ينبت فيهما شعر، وهو سم قاتل للسباع والثعابين جميعا، وإذا أخذت شعرة من

<<  <  ج: ص:  >  >>