للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عند الأمراء، وكان مجاب الدعوة. توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين، وقبره بمقبرة ابن عباس بظاهر قرطبة يستسقى به.

ونظير هذه الحكاية ما اتفق لأبي عاصم النبيل، واسمه الضحاك بن مخلد بن الضحاك، فإنه كان بالبصرة فقدمها فيل، فذهب الناس ينظرون إليه، فقال له ابن جريج: ما لك لا تخرج تنظر إلى الفيل؟ فقال: لأني لا أجد منك عوضا! فقال له: أنت النبيل. فكان إذا أقبل، يقول ابن جريج: جاء النبيل. قال البخاري: سمعت أبا عاصم يقول: منذ عقلت أن الغيبة حرام، ما اغتبت أحدا قط. وقالوا: «أثقل من فيل» . قال «١» الشاعر:

أنت يا هذا ثقيل ... وثقيل ثقيل

أنت في المنظر إنسان ... وفي الميزان فيل

[الخواص]

: من سقي من وسخ أذن الفيل ينام سبعة أيام، ومرارته يطلى بها البرص ويترك ثلاثة أيام، فإنه يذهب. وعظمه يعلق على رقاب الصبيان يدفع عنهم الصرع، وإذا علق العاج، الذي هو عظمه، على شجرة لم تثمر تلك السنة. وإذا بخر الكرم والزرع والشجر بعظمه لم يقرب ذلك المكان دود، وإن دخن به في بيت فيه بق مات البق. ومن سقي من نشارة العاج في كل يوم، وزن درهمين بماء وعسل جاد حفظه، وإن شربتها المرأة العاقر سبعة أيام، ثم جومعت بعد ذلك حبلت بإذن الله تعالى. وجلده إذا شد منه قطعة على من به حمى نافض تزول عنه، وإذا نام عليه صاحب التشنج يزول عنه، وإذا أحرق زبله وسحق بعسل وطلي به الأجفان التي سقط شعرها نبت، وإذ شربت المرأة بوله، وهي لا تعلم، ثم جومعت لم تحبل. وزبله إذا علق عليها لم تحبل أيضا، ما دام عليها. ودخان جلده يبرىء البواسير.

[التعبير]

: الفيل في المنام ملك أعجمي مهاب، بليد القلب حامل الأثقال عارف بالحرب والقتال، فمن ركب فيه فيلا أو ملكه أو تحكم عليه، اتصل بسلطان ونال منه منزلة سنية، وعاش عمرا طويلا في عز ورفعة، وقيل: إن الفيل رجل ضخم أعجمي، فمن ركب فيلا وكان ذا طوع له، فإنه يقهر رجلا ضخما أعجميا شحيحا. ومن ركب فيلا في نومه بالنهار فإنه يطلق زوجته، لأنه كان في الزمن المتقدم في بلاد الفيلة من طلق زوجته أركب فيلا، وطيف به حتى يعلم الناس، ومن ركب من الملوك فيلا وهو في حرب فإنه يهلك لقوله «٢» تعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ

إلى آخر السورة، ومن ركب فيلا بسرج، تزوج بنت رجل ضخم أعجمي، وإن كان تاجرا عظمت تجارته، ومن افترسه فيل نزلت به آفة من سلطان، وإن كان مريضا مات ومن رعى فيلة فإنه يواخي ملوك العجم وينقادون له، ومن حلب فيلة فإنه يمكر برجل أعجمي.

وينال منه مالا، وقالت اليهود: الفيل في المنام ملك كريم لين الجانب ذو مدارة صبور، ومن ضربه فيل بخرطومه نال خيرا، ومن ركبه نال وزارة وولاية، ومن أخذ شيئا من ورثة استغنى.

ويدل أيضا على قوم صالحين. وقيل: من يرى الفيل يرى أمرا شديدا، ثم ينجو منه. وقالت النصارى: من رأى فيلا ولم يركبه أصابه نقصان في بدنه أو خسران في ماله. ومن رأى فيلا

<<  <  ج: ص:  >  >>