للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بهذا لأنها لا تبيض في شجر ولا على رأس جبل، إنما تجعل مجثمها على بسيط الأرض دون سائر الطيور، فلذلك شبه به المسجد، ولأنها توصف بالصدق كما تقدم. فكأنه أشار بذلك إلى الإخلاص في بنائه، كما قال سيدي الشيخ، العارف بالله تعالى، أبو الحسن الشاذلي رحمه الله تعالى: خالص العبودية الاندماج في طي الاحكام من غير شهوة ولا إرادة، وهذا شأن هذا الطائر. وقيل: إنما شبه بذلك لأن أفحوصها يشبه محراب المسجد في استدراته وتكوينه، وقيل:

خرج ذلك مخرج الترغيب بالقليل عن الكثير، كما خرج التحذير بالقليل عن الكثير قوله «١» صلى الله عليه وسلم:

«لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده» . ولأن الشارع يضرب المثل في الشيء بما لا يكاد يقع كقوله صلى الله عليه وسلم: «ولو سرقت فاطمة بنت محمد» . وهي رضوان الله عليها لا يتوهم منها سرقة. وكقوله «٢» صلى الله عليه وسلم: «اسمعوا وأطيعوا ولو عبدا حبشيا» . يعني فأطيعوه، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال «٣» : «الأئمة من قريش» . وقيل: المراد طاعة من ولاه الإمام عليكم وإن كان عبدا حبشيا.

[التعبير]

: القطا في المنام يدل على الصدق والفصاحة والألفة والأنس، وربما دلت القطاة على امرأة معجبة بنفسها، وهي ذات جمال غير الفة والله تعالى أعلم.

[القطا:]

بتشديد الطاء، قال القزويني: سمكة عظيمة ذكروا أن عظم ضلعها يتخذ منه قنطرة يعبر الناس عليها وشحمه إذا طلي به البرص يزول.

[القطامي:]

الصقر تضم قافه وتفتح وهو من أعظم الطيور التي يصاد بها وهو عزيز الوجود.

[قطرب:]

طائر يجول الليل كله لا ينام، وقالو: «أجول من قطرب» «٤» و «أسهر «٥» من قطرب» . وقطرب لقب محمد بن المستنير النحوي صاحب المثلث وغيره، كان من أهل العربية، وكان حريصا على الاشتغال والتعلم، فكان يبكر إلى سيبويه قبل حضور أحد من التلامذة، فقال له يوما: ما أنت إلا قطرب ليل! فبقي عليه هذا اللقب. توفي سنة ست ومائتين.

والقطرب والقطروب، قال ابن سيده: إنه الذكر من السعالي، وقيل: هما صغار الجن، وقيل: القطارب صغار الكلاب واحدها قطرب، والقطرب دويبة لا تستريح نهارها سعيا. وقال الإمام محمد بن ظفر: القطرب حيوان يكون بالصعيد من أرض مصر، يظهر للمنفرد من الناس، فربما صده عن نفسه إذا كان شجاعا، وإلا لم ينته حتى ينكحه، فإذا نكحه هلك. وهم إذا رأوا من ظهر له القطرب قالوا: أمنكوح أم مروع؟ فإن قال: منكوح أيسوا من حياته، وإن قال:

مروع عالجوه. قال: وقد رأيت أهل مصر يلهجون بذكره انتهى.

والقطرب الفأر والذئب الأمعط والسفيه ونوع من الماليخوليا وفي الحديث «لا يلقين أحدكم جيفة ليل قطرب نهار» . وهذا من كلام ابن مسعود رضي الله تعالى عنه. رواه عنه آدم بن أبي

<<  <  ج: ص:  >  >>