للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جانب البحر بيتا له بابان، يأكل لحم السمك. وخصيته تسمى الجندبادستر، وقد تقدم في باب الجيم، الكلام على ذلك.

[القندس:]

قال ابن دحية: إنه كلب الماء، وفسر به حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، الذي رواه الجماعة، غير النسائي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تقاتلون بين يدي الساعة قوما نعالهم الشعر» «١» . وفي رواية: «يلبسون الشعر، ويمشون في الشعر، وجوههم كالمجان المطرقة، حمر الوجوه، صغار الأعين ذلف الأنوف» . قال ابن دحية: قوله يلبسون الشعر، إشارة إلى الشرابيش التي يدار عليها بالقندس، والقندس كلب الماء وهو من ذوات الشعر كالمعز، وذوات الصوف الضأن، وذوات الوبر والإبل انتهى. وسيأتي، إن شاء الله تعالى، في باب الكاف حكم الكلب المائي. وقال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح: بحثنا عن القندس فلم يتبين لنا أنه مأكول أو غيره، فينبغي أن يتورع عن الصلاة فيه، ولنا وجهان فيما أشكل من الحيوان فلم يعلم أنه مأكول أو غيره.

[القنعاب:]

كسنجاب العظيم من الوعول السمين.

[القنفذ:]

بالذال المعجمة وبضم الفاء وفتحها البري منه، كنيته أبو سفيان وأبو الشوك، والأنثى أم دلدل، والجمع القنافذ. ويقال لها: العساعس لكثرة ترددها بالليل، ويقال للقنفذ:

أنقد وهو صنفان قنفذ يكون بأرض مصر قدر الفار، ودلدل يكون بأرض الشام والعراق في قدر الكلب القلطي، والفرق بينهما كالفرق بين الجرذ والفأر.

قالوا: إن القنفذ، إذا جاع يصعد الكرم منكسا، فيقطع العناقيد ويرمي بها، ثم ينزل فيأكل منها ما أطاق، فإن كان له فراخ تمرغ في الباقي ليشتبك في شوكه ويذهب به إلى أولاده وهو لا يظهر إلا ليلا قال الشاعر:

قنافذ هداجون حول بيوتهم ... بما كان إياهم عطية عودا

وهو مولع بأكل الأفاعي ولا يتألم لها، وإذا لدغته الحية أكل السعتر البري، فيبرأ وله خمسة أسنان في فيه، والبرية منها تستفد قائمة وظهر الذكر لاصق ببطن الأنثى.

وروى الطبراني في معجمه الكبير والحافظ بن منير الحلبي وغيرهما، عن قتادة بن النعمان، قال: كانت ليلة شديدة الظلمة والمطر، فقلت: لو أني اغتنمت الليلة شهود العتمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففعلت، فلما رآني قال صلى الله عليه وسلم: «قتادة» . قلت: لبيك يا رسول الله، ثم قلت:

علمت أن شاهد الصلاة هذه الليلة قليل، فأحببت أن أشهدها معك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا انصرفت فائتني» . فلما فرغت من الصلاة أتيت إليه فأعطاني عرجونا كان في يده، وقال: «هذا يضيء أمامك عشرا ومن خلفك عشرا» . ثم قال صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان قد خلفك في أهلك، فاذهب بهذا العرجون فاستضىء به حتى تأتي بيتك فتجده في زاوية البيت فاضربه بالعرجون» . قال:

فخرجت من المسجد، فأضاء العرجون مثل الشمعة نورا، فاستضأت به وأتيت أهلي فوجدتهم قد

<<  <  ج: ص:  >  >>