للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صوت حسن يكرره ويرجعه يلتذ به كل من يسمعه، ولا يشتهي النوم سامعه من لذة سماعه.

[ومن خواصه]

: أنه إذا جفف دماغه في ظل، وأخذ منه وزن درهم، وسعط به إنسان مع دهن اللوز، لا ينام أصلا، ويصيبه من الكرب أمر عظيم، حتى يظنه من يراه أنه شارب خمر ومن أمسك رأس هذا الطائر في يده أو علقه عليه، أذهب الوحشة والوسواس عنه، وأورثه من الطرب ما يخرجه إلى حد الرعانة.

[المطية:]

الناقة التي يركب مطاها، أي ظهرها. وجمعها مطايا ومطي. وقال الجوهري: المطي واحد وجمع يذكر ويؤنث، والمطايا فعالى، وأصله فعائل، إلا أنه فعل به ما فعل بخطايا. قال أبو العميثل: المطية تذكر وتؤنث، ولما رأى الشيخ أبو الفضل الجوهري مدينة النبي صلى الله عليه وسلم أنشد يقول:

رفع الحجاب لنا فلاح لناظري ... قمر تقطع دونه الأوهام

وإذا المطي بنا بلغن محمدا ... فظهورهن على الرجال حرام

قد زوّرتنا خير من وطىء الثرى ... فلها علينا حرمة وذمام

الذمام بالذال المعجمة: الحرمة. وقال السهيلي، في غزوة مؤتة:

وإذا المطي بنا بلغن محمدا

هو من شعر أبي نواس، قال: وقد أحسن في ذلك، وقد أساء الشماخ حيث قال «١» :

إذا بلغتني وحملت رحلي ... عرابة فاشرقي بدم الوتين

وعرابة هذا رجل من الأنصار، وكان من الأجواد. قال عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما:

رأيت رجلا طائفا بالبيت الحرام حاملا أمه على ظهره وهو يقول:

إني لها مطية لا تذعر ... إذا الركاب نفرت لا تنفر

ما حملت وأرضعتني أكثر ... الله ربي ذو الجلال أكبر

وذكر ابن خلكان وغيره، أن أمدح بيت قالته العرب، قول «٢» جرير لعبد الملك بن مروان:

ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح

وأهجى بيت قالته العرب قول «٣» الأخطل يهجو جريرا:

قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم ... قالوا لأمهم: بولي على النار

وأحكم بيت قالته العرب قول «٤» طرفة:

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

<<  <  ج: ص:  >  >>