للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعيش عيالي، ولي فيه ناضحان فمنعا بي أنفسهما، وحائطي وما فيه، ولا أقدر على الدنو منهما، فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى أتى الحائط، فقال لصاحبه: «افتح الباب» فقال: إن أمرهما عظيم، فقال صلى الله عليه وسلم: «افتح الباب» فلما حرك الباب أقبلا ولهما جلبة، فلما انفرج الباب، نظرا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبركا ثم سجدا، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم برؤوسهما ثم دفعهما إلى صاحبهما، وقال:

«استعملهما وأحسن علفهما» . فقال القوم: تسجد لك البهائم أفلا تأذن لنا في السجود لك فقال صلى الله عليه وسلم: «إن السجود ليس إلا للحي الذي لا يموت، ولو أمرت أحدا أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها» «١» .

وروى الحافظ أبو نعيم الأصبهاني وأبو بكر البيهقي، من حديث يعلى بن مرة، قال: بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا مررنا بناضح يستقى عليه، فلما رآه البعير جرجر ووضع جرانه وخطامه، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «أين صاحب هذا؟» فجاءه فقال صلى الله عليه وسلم: «بعنيه» فقال: بل نهبه لك، وإنه لأهل بيت ما لهم معيشة غيره، فقال «٢» صلى الله عليه وسلم: «إنه شكا إلي كثرة العمل وقلة العلف فأحسنوا إليه» وذكر نحوه الحاكم، في المستدرك، من طريق يعلى. وقال: صحيح ولم يخرجاه. وفي رواية: «إنه جاء وعيناه تذرفان» وفي رواية: «أنه سجد للنبي صلى الله عليه وسلم» ، وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم قال: «أتدرون ما يقول زعم أنه خدم مواليه أربعين سنة» . وفي رواية: «عشرين سنة حتى كبر فنقصوا من علفه وزادوا في عمله حتى إذا كان لهم غرض أرادوا أن ينحروه غدا» . وفي رواية يعلى: «في طريق مكة» ، وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم، قال لأصحابه: «لا تنحروه وأحسنوا إليه حتى يأتي أجله» .

[الناقة:]

الأنثى من الإبل، قال الجوهري: الناقة تقديرها فعلة بالتحريك، لأنها جمعت على نوق مثل بدنة وبدن، وخشبة وخشب، وفعلة بالتسكين لا تجمع على ذلك، وقد جمعت في القلة على أنوق. ثم استثقلوا الضمة على الواو فقدموها. فقالوا: أونق. حكاها يعقوب عن بعض الطائيين، ثم عوضوا من الواو ياء، فقالوا: أينق ثم جمعوها على أيانق. وقد تجمع الناقة على نياق مثل ثمرة وثمار إلا أن الواو صارت ياء لكسرة ما قبلها، وأنشد أبو زيد للقلاخ بن حزن:

أبعدكن الله من نياق ... إن لم تنجين من الوثاق

وبعير منوق أي مذلل مروض، وناقة منوقة اهـ.

وكنية الناقة أم بو وأم حائل وأم حوار وأم السقب وأم مسعود ويقال لها بنت الفحل وبنت الفلاة وبنت النحائب. روى الإمام أحمد، ورجاله رجال الصحيح، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يسير في سفر، فلعن رجل ناقة، فقال صلى الله عليه وسلم: «أين صاحب هذه الناقة؟» فقال الرجل: أنا. فقال صلى الله عليه وسلم: «أخّرها فقد أجبت فيها» .

وروى مسلم وأبو داود والنسائي، عن عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه، قال: بينما

<<  <  ج: ص:  >  >>