للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي بعض طرق الطبراني مصعب بن عمير، وفيه كثير الشواء، وهو من صغار التابعين، وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات.

وفي الحديث: «إن الله يحب التاجر النجيب» أي الفاضل الكريم السخي. وقال «١» ابن مسعود: سورة الأنعام من نجائب القرآن أي من أفاضل سوره.

[النحام:]

طائر على خلقة الأوز، واحدته نحامة يكون آحادا وأزواجا في الطيران، وإذا أراد المبيت اجتمع رفوفا فذكوره تنام، وإناثه لا تنام، وتعد لها مبايت، فإذا نفرت من واحد ذهبت إلى آخر. ويقال: إن الأنثى تبيض من زق الذكر من غير سفاد، فإذا باضت نفرت. وبقي الذكر عند البيض، يذرق عليه فيقوم الذرق مقام الحضن، فإذا تمت مدته خرجت الفراخ لا حراك بها فتأتي الأنثى فتنفخ في مناقيرها حتى تجري الريح فيها روحا، ثم يتعاون الذكر والأنثى على التربية. وفي الذكر غلظ طبع وقلة وفاء، فإنه إذا رأى فراخه قد قويت على الطعم ضربها وطردها، فتذهب الأم معها فلا تقرب الذكر إلى وقت السفاد.

[الحكم]

: يحل أكله لأنه من الطيبات، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أكله. روى ابن النجار، في ذيل تاريخ بغداد، في ترجمة سهل بن عبيد بن سورة الخراساني الأصبهاني أنه حدث عن اسماعيل بن هارون، عن الصعق بن حزن، عن مطر الوراق، قال «٢» : أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم طير يقال له النحام فأكله واستطابه، وقال: «اللهم أدخل إلي أحب خلقك اليك» وأنس رضي الله تعالى عنه بالباب، فجاء علي رضي الله تعالى عنه، فقال: يا أنس استأذن لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنه على حاجة، فدفع صدره ودخل، فقال رضي الله عنه: يوشك أن يحال بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآه صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم وال من والاه» .

وفي الكامل لابن عدي، في ترجمة جعفر بن سليمان الضبعي، أن الطير المشوي كان حجلا. وفيه، في ترجمة جعفر بن ميمون، أنه كان حبارى. وفي المستدرك أن التي أهدته للنبي صلى الله عليه وسلم أم أيمن رضي الله تعالى عنها.

قلت: حديث «٣» الطير خرجه الترمذي، وقال: غريب. والبغوي في حسان المصابيح، وخرجه الحربي، وزاد بعد قوله: أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم طير، وكان مما يعجبه أكله. وزاد بعد قوله فجاء علي بن أبي طالب فقال: استأذن لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ما عليه إذن، ولكن أحب أن يكون رجلا من الأنصار. ورواه الطبراني وأبو يعلى والبزار، من عدة طرق كلها ضعيفة. وخرجه عمر بن شاهين، ولم يذكر زيادة الحربي. وقال بعد قوله: فجاء علي فرددته: ثم جاء فرددته، فدخل في الثالثة أو في الرابعة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ما حبسك عني أو ما أبطأك عني يا علي» ؟ قال:

جئت فردني أنس ثم جئت فردني أنس، فقال صلى الله عليه وسلم: «يا أنس ما حملك على ما صنعت؟» قال:

رجوت أن يكون رجلا من الأنصار. فقال صلى الله عليه وسلم: «يا أنس أوفي الأنصار خير من علي أو أفضل من علي» ؟.

<<  <  ج: ص:  >  >>