للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نهضته، وأنجحت ركضته، وعاد شاكرا من لدبه، ومواهبه أملاء «١» يديه.

ولو سكت عنه لأثنت حقائبه عليه. ولم تطل [به] [١] الأيام حتّى اصطفاه العميد أبو نصر بن مشكان لمنافثته «٢» [٢] ، وارتضاه لمناقشته. وجمّل به ديوان رسائله لما تفرّس من النجابة في شمائله، وحمله في بعض أسفار الهند معه، فحكى لي القاضي أبو جعفر محمد بن اسحق البحاثيّ قال: [نزلنا ليلة من الليالي على شطّ حيّة [٣] طامية «٣» بعيدة العمق تزلّ بالأقدام [٤] فرض «٤» مشارعها، وينعي من لا يحسن السباحة نقيق ضفادعها. قال: فشربنا ذات ليلة مع العميد أبي نصر بن مشكان، فخلع أبو القاسم عذاره على العقار، واستدار [٥] لتناوب القدح المدار. وجرت له مع العميد مناظرة في تفسير بيت للمتنبي، فكانت تلك المناظرة داعية [٦] حتفه إي وربّي، فاشتدّ لجاجه، واحتدّ مزاجه، وقام من المجلس وقد غلبته السوداء والصفراء، وحضرته المنية


[١] . في با: له.
[٢] . في ب ٣: لمثاقبته.
[٣] . في ف ٢ ورا وح: لجة. وفي با وب ٣: جنة.
[٤] . كذا في ف ٢ ورا وبا ول ٢. وفي س: به الأقدام.
[٥] . كذا في ف كلها ورا وبا وح ول ٢ وب ١. وفي س: واستنار.
[٦] . في ب ٣: دائرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>