للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدي، رحمة الله عليه، فقد كان كما قال فيه الشيخ أبو منصور الثعالبيّ نظما:

يا من تجمّعت المحاسن كلّها ... فيه وصيّرت القلوب برسمه

(كامل) فالوجه منه كخلقه والخلق منه كشعره، والشّعر منه كاسمه

لا زال جدّك مثل ما تكنى به ... وسلمت من سيف الزمان وسهمه

وأثنى عليه في كتابه [١] «تتمّة اليتيمة» نثرا، فقال: الوجه جميل تصونه نعمة [٢] صالحة، والخلق عظيم تزيّنه آداب راجحة. قلت: وإنّما مدحه بذلك لأنّه قد كان من أبناء الهمم وأغذياء النّعم، ولم يكن ممن يكتسب بالصناعة أو يتّجر في هذه [٣] البضاعة. وأشعاره على الأغلب مقطّعات، تشتمل على أغراضه [٤] السانحة [٥] له وقلّما يعثر [٦] فيها بمديح. اللهمّ إلّا في الفلتة [٧] والسّقطة والنّدرة والغلطة. وكان إذا قصد بعض الكبار يودع كمّه علقين يصرفهما إلى وجه الخدمة، أو خدمة الوجه، أحدهما كيس ملؤه أوراق أو عيون «١» ، والثاني جزء كلّ أوراقه عيون «٢» . وفيها خدمتان، إحداهما


[١] . في با وح: في كتاب.
[٢] . في ف ٢ ورا وبا وح: نعم.
[٣] . في ب ٣: بهذه.
[٤] . في ف ١: الأغواض.
[٥] . في ل ٢: الشامخة.
[٦] . في ب ٣: يعير.
[٧] . في ف ١: القلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>