للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما أننا كثيرا ما نعثر في ثنايا الدمية على مقتطفات من شعره يوردها ابنه مقارنا بها شعر بعض شعراء عصره. وقد انفرد الثعالبي بتعريفه فقال: «فتى كثر الله فضائله، وحسّن شمائله. فالوجه جميل تصونه نعمة صالحة، والخلق عظيم تزينه آداب راجحة والنثر بليغ تضمّنه أمثال بارعة، والنظم كله أحاسن لامعة» «١» ونرى أنّ الباخرزي استشهد لأبيه بنيّف وعشرين قطعة في أثناء ترجمته فقط. ومع أنه قال عن أبيه إنّه ضنين بالمدح فإنّ الغالب على هذه القطع المديح. وتزيدنا صلة الأب بعدد من شيوخ الأدب واللغة والمساجلات الشعرية التي كان يعقدها معهم معرفة وتقديرا، ثم تفهّما للحياة التي عاشها الباخرزي. فلقد كانت تجري محاورات شعرية بينه وبين الثعالبي مثلا، أيام كانا لصيقي دار في نيسابور «٢» .

[علمه وأخباره]

: لم تسعفنا كتب التراجم بشيء ذي بال عن أخبار الباخرزي، كما ضنت بحديثها عن ترجمة حياته، بل جلّ ما قالوه كان أوصافا وتعابير عامّة وغير هامّة، ولم تتعدّ أخباره في كتب الأدب عدة أسطر، وأغلبها يقول إنه أحد كتاب الرسائل المعروفين في الكتابة والانشاء، والقادرين على الصياغة والسبك «٣» .

وإذا حاول الباخرزي الاعتراف بفضل معاصريه بأن جمع شتات أشعارهم، فإنّ مؤرخي الأدب في عصره أو بعد عصره لم يعترفوا بهذه الهمّة العليّة، ولا بهذه الأعمال الأدبية.

<<  <  ج: ص:  >  >>