للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت حرفة الكتابة حرفة ذوي البراعة الأسلوبية، وكان الأمراء يوظّفون فقط أصحاب القلم، لذا نراه يتنقّل في عدد من الدواوين الكتابية (كبغداد والبصرة ونيشابور) تبعا لتنقّله في البلاد، بحثا عن المعلومات. وتكاد الأسطر، التي ذكرت صنعته تركّز على أنه، بعد أن ترك حلقة الشيخ «عبد الله بن يوسف الجويني» ، شرع في فن الكتابة واختلف الى ديوان الرسائل «١» .

ونبحث عن أول وظيفة له ذكرتها الأخبار، فنراها عمله لدى الوزير الصاحب «أبي عبد الله الحسين بن علي بن ميكائيل» «٢» في العراق وآذربايجان «٣» .

ويحكي لنا الباخرزي نفسه أنه انتقل بعد حين الى خدمة الصدر الأجلّ «محمد ابن الحسن» . وإذا كنا نعلم أن الوزير الأول شرع في أعماله الوزارية منذ سنة ٤٣٦ هـ- ١٠٤٤ م، وكنا نعلم أن الباخرزي عقد العزم على السفر سنة ٤٣٤ هـ- ١٠٤٢ م، كما سيجيء بعد، أدركنا أنّ الباخرزي وظف في السنوات الأولى من رحيله.

وتنفتح لنا الأخبار عن أعمال الباخرزي بشكل أوضح أثناء وزارة الكندري الذي تعرّف إليه أثناء تلمذتهما على الشيخ الجويني، فإذا علمنا أنّ هذا الوزير تسلّم أعماله الوزارية سنة ٤٤٨ هـ- ١٠٥٦ م «٤» اتضّح لنا أنّ الباخرزي ظلّ مدة وجيزة يعمل في دواوين طغرلبك الديوانية إلى ما بعد ذلك الحين، حيث شغل منصب كاتب في دواوين البصرة. وننتهز فرصة معرفتنا خبر علاقته بهذا الوزير لنذكره، ثم نعتصر منه صلة الوزير بالكاتب قبل العمل وبعده، واهتمام الوزراء بالكتاب والشعراء في ذلك الحين. فقد

<<  <  ج: ص:  >  >>