للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونراه أحيانا يروي الشعر عن راو لمرة واحدة، ولا يعود إلى ذكره في القسم الواحد أو في سائر الكتاب، ثم اذا به يسهب في الرواية عن أحدهم كأبي عامر الجرجاني، ووالده، وأبي محمد عبد الله بن محمد الحمداني الخوافي، وأبي جعفر البحاثي الزوزني، ويعقوب النيسابوري، وأبي طالب محمد بن عبد الله الانصاري «١» . فقد مرّوا جميعا في أغلب أقسام الكتاب. ويكفي أن نذكر مثلا أنه أورد ذكر أبي عامر الجرجاني ٦٢ مرّة في الجزء الأول من الدمية لتدرك مبلغ اعتماده على هؤلاء الخمسة من الرواة؛ خيرة أدباء عصره.

وقد أحصينا عدد الرواة في الدمية فوجدناهم ٤٤ راويا، تختلف نسبتهم في كل قسم ففي القسم الأول يزدادون حتى يبلغوا اثني عشر راويا، وذلك بالنسبة الى الأقسام: الثالث والرابع والخامس. ونرجّح أن يكون سبب ذلك راجعا إلى عدم وصوله الى بلاد الشام ومصر والحجاز، مما اضطره إلى الاعتماد على الرواة في نقل الأشعار. ونلاحظ كذلك أنّ أسماء الرواة يقلّ عددهم في القسم السادس (الجزء الثاني) بالنسبة الى حجمه. والجدير بالذكر أنّه ترجم لأغلب هؤلاء الرواة، وأورد بعضا من شعرهم أو نثرهم، مما يجعلنا نطمئنّ إلى ما ورد في الدمية.

ولكننا مع كل هذا الاطمئنان نجده يروي عن أناس وافدين من بعض المناطق، أو يسجل بعض ما ينشد في المحافل. وحرصه على جني المحصول الأدبي من بقاع نائية عن مستقرّه أجبره في بعض الأحيان على قبول مثل هذه الروايات، فيخرج عن طوره الذي عهدناه به وعرفناه آنفا. فلقد قال في أثناء تعريفه بالمنيع الهمذاني: «أنشدني له بعض الأشراف الطارئين علينا من مدينة الرسول (ص) . وربما نسي اسم الراوي فقال: «أنشدوني له» أو يورد الأبيات دون أية اشارة «٢» . ولكن هذا قليل جدا بالنسبة إلى ما نقله بنفسه أو رواه عن رواة ثقة معروفين. وسنفصّل هذه النقطة بالذات في أثناء حديثنا عن «الرواية» . واليك أسماء الرواة عامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>