للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد يطيل في نقده للبيت راغبا فيه، أو معرضا عنه. وربما كان تعليقه هذا على البيت أو على معناه، أو على جزء من معناه، أو على كلّ ذلك معا. ونقد معنى البيت من أهم ما يصبو الباخرزي إليه، لذا فانك تراه يتوقّف عند قول الشاعر:

كأني بك استوليت من كل وجهة ... عليها. كما استولى على الجسد الجلد «١»

ليبدي رأيه في المعنى. وكثيرا ما نجده يرفع بالبيت وبصاحبه. وخاصة إذا كان بكرا. لأنّ الموضوع البكر عنده من أهمّ الأمور التي يمتاز بها شعر الشاعر. وإن كان الموضوع بحدّ ذاته غير ذي أهميّة. وكذلك فعل في بيت تميم الطائي:

وأطرافا يحار الحلي فيها ... فليس يكاد يضطرب اضطرابا

فقال: «قد قيل في الأطراف المنعمّمة إنها تعضّ الحلي وتخرس وساوسها.

أما قوله: (يحار الحلي فيها) فلم أسمع به إلا في شعره. وقد أتى ببدع المستعار وبكره..» . أما طريقته في عرض النقد فهي أنه لا يترك القصيدة حتى تتمّ ثم يعطي رأيه. إنما يقتطع القصيدة عند البيت المعيّن فيدوّن رأيه فيه، ثم يعود إلى إتمام القصيدة مهما قصرت أو طالت. وربما كانت هذه الوقفة أحيانا لمجرد شرح معنى البيت. أو لشرح لفظة منه، كقوله في شرح بيت منصور التبريزي:

يحفّ به شوك الأسنة والظّبى ... كما حفّ بالشمس الشعاع المشوّك

اذ قال: «معناه أن الشمس إذا صورت نقشت مشوّكة الأطراف» «٢» .

ولكنّه لا يشرح من الأبيات الغامض، بل البيت الذي يعنّ لخاطره.

فكثيرا ما نقف حائرين أمام بعض الأبيات المغلقة التي يصعب على المرء حلّها بسهولة أو بصعوبة. ولا بأس بأن نقول: إن الأبيات المشروحة تعدّ على الأصابع. وقد يكون بعض هذه الشروح مقحما على الدمية من فعل النّساخ لا من فعله هو.

<<  <  ج: ص:  >  >>