للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما جاء في هذه الأبواب من موضوعات مهمة يعتبر ذخيرة من الأخبار عن جميع منامي حياة العرب الإجتماعية تقريبا استطاع الزمخشري أن ينتقيها لنا في دقّة الوصف وبساطة التعبير وسهولة الصياغة وروعة التصوير، خالية من كل فحش وسخف، فإذا هي صورة صادقة عن أساليب الحياة المعيشية عند العرب في عصري الجاهلية والإسلام، وهي، بهذا- التنّوع في الموضوعات، تدلّ دلالة واضحة على سعة ثقافة الزمخشري واطلاعه الواسع الشامل على ثقافة العرب وغيرهم من الأمم.

ولا بدّ من الإشارة إلى أن الزمخشري نقل في هذا الكتاب عن بعض كتبه وبخاصة ديوان المنظوم، وديوان المنثور اللذين لا نعرف إذا كانا كتابين مستقلّين أم أن ديوان المنظوم هو ديوان شعره، وديوان المنثور هو ديوان الرسائل؟ وكذلك فقد نقل في هذا الكتاب عن كتبه: الرسالة الناصحة، والنصائح الصغار، ونوابغ الكلم وغيرها، وعندما ينقل من هذه الكتب يقول: قال جار الله، وقال الفقير إليه، وقال ابن أخت خالتي، وقال عبد الله الفقير إليه، وقال المصنّف ... وغيرها من العبارات التي يريد بها نفسه.

وقد ذكر كتاب ربيع الأبرار في كثير من كتب المؤرخين وأصحاب التراجم، فهو في وفيات الأعيان: ربيع الأبرار ونصوص الأخبار، وهو في إرشاد الأديب لياقوت: ربيع الأبرار في الأدب والمحاضرات، وهو في تاريخ الأدب العربي ل بروكلمان: ربيع الأبرار، وفي تكملته: ربيع الأبرار فيما يسرّ الخواطر والأفكار.

ولربيع الأبرار مختصرات ومنتخبات. فقد اختصره المولى محي الدين بن الخطيب قاسم بن يعقوب المتوفىّ سنة ٩٤٠ هـ. وسمّاه: روض الأخبار المنتخب من ربيع الأبرار ورتّبه على خمسين روضة، كما انتخبه آخر وسماه: أنوار الربيع، واختصره غيره وسماه: نفحات أزهار ربيع الأبرار.

وعلى الإجمال فربيع الأبرار من الكتب المهمة التي تتناول الشعر

<<  <  ج: ص:  >  >>