للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَكْنُونٌ

وقال تبارك وتعالى: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ. بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ

. فوصفهم في غير موضع من كتابه، وشوّق إليهم أولياءه.

قال (صاحب الجواري) : قد ذكر الله جلّ اسمه الحور العين أكثر مما ذكر الولدان، فما حجّتك في هذا إلا كحجّتنا عليك.

وممّا صان الله به النّساء أنّه جعل في جميع الأحكام شاهدين: منها الإشراك بالله، وقتل النّفس التي حرّم الله تعالى؛ وجعل الشهادة على المرأة إذا رميت بالزّنى أربعة مجتمعين غير مفترقين في موضع، يشهدون أنّهم رأوه مثل الميل في المكحلة. وهذا شيء عسير؛ لما إراد الله من إغماض هذا الحدّ إذ جعل فيه الشّدخ بالحجارة.

وإنّما خلق الله الرّجال بالنساء.

وريح الجارية أطيب، وثيابها أعطر، ومشيتها أحسن، ونغمتها أرقّ، والقلوب إليها أميل، ومتى أردتها من قدّام أو خلف من حيث يحسن ويحلّ وجدت ذلك كما قال الشاعر:

وصيفة كالغلام تصلح لل- ... - أمرين كالغصن في تثنّيها

أكملها الله ثم قال لها ... لما استتمّت في حسنها: إيها

قال: ونظر بعض الحاجّ إلى جارية كأنها دمية في محراب، قد أبدت عن ذراع كأنه جمّارة، وهي تكلّم بالرّفث، فقال: يا هذه، تكلّمين بمثل هذا وأنت حاجّة! قالت: لست حاجّة، وإنما يحجّ الجمل، ألست تراني جالسة وهو يمشي! قال: ويحك، لم أر مثلك فمن أنت؟ قالت: أنا من اللواتي وصفهنّ الشّاعر فقال:

ودقّت وجلّت واسبكرّت وأكملت ... فلو جنّ إنسان من الحسن جنّت

<<  <   >  >>