للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمحبّة لك على حسب ما أوليتهم من إحسانك وجزيل فوائدك، فأفاضوا في حديث من أحاديث الحسد، فشعّب لهم ذلك الحديث شعوبا افتنّوا فيها- والحديث ذو شجون- فما برحوا حتّى أتتني رقعة أناسية من الحسّاد فيها سهام الوعيد، ومقدّمات التهديد والتحذير والتخويف، للطّعن على ما ألّفت من الكتب إن أنا لم أضمن لهم الشركة فيما يجرى عليّ، فدفعت رقعتهم إلى من قرب إليّ منهم، فقرأها ثم قال: «قاتلهم الله! أبظلم يرومون النّيل ويلتمسون الشركة في المعروف! لنزع الرّوح بالكلاليب أهون من بذل معروف بترهيب» . وأنشأ يقول:

أبقى الحوادث من خلي ... لك مثل جندلة المراجم

قد رامني الأعداء قب ... لك فامتنعت من المظالم

ودفعها إلى من قرب منه فقرأها. وقال الثاني: «صكّة جلمود، لكل مرعد حسود، يمتطر العرف بالتهديد. خلّ الوعيد، يذهب في البيد» .

وأنشأ يقول:

أبرق وأرعد يا يزي ... د فما وعيدك لي بضائر

ودفعها إلى الثالث فقرأها وقال: «سألوا ظلما، وخوّفوا هضما، لقوا حربا ولقيت سلما» . وأنشأ يقول:

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا ... أبشر بطول سلامة يا مربع

ودفعها إلى الرابع فقرأها وقال: «قول الذّليل وبوله سيّان» . وأنشأ يقول:

ما ضرّ تغلب وائل أهجوتها ... أم بلت حيث تناطح البحران

ودفعها إلى الخامس فقرأها وقال: «نهيق الحمار، ودم الأعيار جبار

<<  <   >  >>