للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتح ١ فدك

وَلما اتَّصل بِأَهْل فدك مَا فعل رَسُول اللَّه بِأَهْل خَيْبَر بعثوا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليأمنهم، فأجابهم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ذَلِك. وَكَانَت فدك مِمَّا لم يوجف عَلَيْهِ بخيل وَلَا ركاب مِمَّا أَفَاء٢ اللَّه عَلَيْهِ بِمَا نَصره بِهِ عَن الرعب، فَلم يقسمها رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووضعها حَيْثُ أمره اللَّه عز وَجل.

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، عَنْ عمر بْن الْخطاب رَضِي اللَّه عَنْهُ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفَايَا٣ بَنِي النَّضِيرِ وَخَيْبَرَ وَفَدَكٍ.

فتح ٤ وَادي الْقرى

وَانْصَرف رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خَيْبَر إِلَى وَادي الْقرى، فافتتحها عنْوَة، وَقسمهَا، وَأُصِيب بهَا غُلَام لَهُ أسود يُسمى مدعما أَصَابَهُ سهم غُرْبٌ٥ فَقتله، فَقَالَ النَّاس: هَنِيئًا لَهُ الْجنَّة، فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: "كلا وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِن الشَّمْلَةَ ٦ الَّتِي أَصَابَهَا يَوْم خَيْبَر من الْمَغَانِم لم تصبها المقاسم وَإِنَّهَا لتشتعل عَلَيْهِ الْآن نَارا".


١ انْظُر فِي فتح فدك ابْن هِشَام ٣/ ٣٦٨ والطبري ٣/ ٢٠ وَابْن حزم ص٢١٨.
٢ أَفَاء: من الْفَيْء وَهُوَ الْغَنِيمَة.
٣ صفايا: جمع صفي وَهُوَ مَا يَأْخُذهُ الرَّسُول من الْفَيْء قبل الْقِسْمَة ليضعه فِي الْمَوَاضِع الَّتِي أمره بهَا ربه. وَانْظُر فِي الحَدِيث سنَن أبي دَاوُد ٢/ ١٩ وَمَا بعْدهَا.
٤ انْظُر فِي فتح وَادي الْقرى ابْن هِشَام ٢/ ٣٥٣ والطبري ٣/ ١٦ وَابْن حزم ص٢١٩ وَابْن سيد النَّاس ٢/ ١٤٣ وَابْن كثير ٤/ ٢١٢ والنويري ١٧/ ٢٦٨.
٥ السهْم الغرب: هُوَ الَّذِي لَا يعرف من رَمَاه وَلَا من أَيْن جَاءَ.
٦ الشملة: كسَاء غليظ يلتحف بِهِ. وَانْظُر الحَدِيث فِي ابْن هِشَام وَغَيره من المراجع.

<<  <   >  >>