للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بابٌ مِنْ خَبَرِ مَبْعَثِهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم ١

أَي الْقُرْآن أنزل أول

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ التَّمَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا٢ أَبُو دَاوُد سُلَيْمَان بن الأشعت السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَيُّ الْقُرْآنِ أنزل أول؟ فَقَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ؛ أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ قَبْلُ: {يَا أَيهَا المدثر} أَوِ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خلق} ؟ فَقَالَ جَابِرٌ: أَلا أُحَدِّثُكُمْ بِمَا حَدَّثَنِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ شَهْرًا فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ بَطْنَ الْوَادِي، فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أَمَامِي وَخَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى السَّمَاء، فَإِذا هُوَ٥


١ انْظُر فِي مَبْعَثِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبدء نزُول الْوَحْي عَلَيْهِ سيرة ابْن هِشَام "طبعة الْحلَبِي" ١/ ٢٤٩ وطبقات ابْن سعد "طبعة ليدن" ج١ ق١ ص ١٢٦ وَمَا بعْدهَا وصحيح البُخَارِيّ المطبوع على النُّسْخَة الأميرية ١/ ٢ وصحيح مُسلم بشرح النَّوَوِيّ "طبع المطبعة المصرية بالأزهر" ٢/ ١٩٧ وتاريخ الطَّبَرِيّ "طبع دَار المعارف" ٢/ ٢٩٠ وجوامع السِّيرَة لِابْنِ حزم "طبع دَار المعارف" ص ٤٤ وعيون الْأَثر فِي فنون الْمَغَازِي وَالشَّمَائِل وَالسير لِابْنِ سيد النَّاس "نشر الْقُدسِي" ١/ ٨٠ والبداية وَالنِّهَايَة لِابْنِ كثير "٢/ ٢٥٩ والسيرة الحلبية ١/ ٣١١ وَنِهَايَة الأرب للنويري "طبعة دَار الْكتب المصرية" ١٦/ ٦٨.
٢ فِي ر: قَالَ.
٣ رَاجع فِي هَذَا الحَدِيث صَحِيح البُخَارِيّ ٦/ ١٦١ وصحيح مُسلم بشرح النَّوَوِيّ ٢/ ٢٠٧ ومسند أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ "طبع حيدر آباد" ص ٢٣٥ وَابْن سيد النَّاس ١/ ٨٤ وقارن بِابْن سعد ج ١ ق١ ص ١٣٠.
٤ انْظُر فِي تنسك الرَّسُول بِغَار حراء قبل مبعثه ابْن هِشَام ١/ ٢٥١ وَابْن سعد ج١ ق١ ص ١٢٩ وصحيح البُخَارِيّ ١/ ٣ وَابْن سيد النَّاس ١/ ٨٤ وَابْن كثير ٢/ ٣٠٦ والنويري ١٦/ ١٧٠ وحراء: جبل على ثَلَاثَة أَمْيَال من مَكَّة على يسَار الذَّاهِب مِنْهَا إِلَى مني.
٥ يُرِيد جِبْرِيل الَّذِي تنزل عَلَيْهِ بِالْوَحْي، وَقد أَتَتْهُ الرسَالَة وَهُوَ ابْن أَرْبَعِينَ سنة على رَأس السّنة الْحَادِيَة وَالْأَرْبَعِينَ من عَام الْفِيل وَالْخَامِسَة من بُنيان الْكَعْبَة، وَاخْتلف الروَاة فِي الْيَوْم والشهر الَّذِي أنزل فِيهِ الْوَحْي لأوّل مرّة، قيل: إِنَّه كَانَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ لسبع من رَمَضَان، وَقيل: لسبع عشرَة مَضَت مِنْهُ، وَقيل: بل السَّابِع وَالْعِشْرين من رَجَب، وَقيل: بل لثمان من ربيع الأول. وَاخْتَارَ القَوْل الْأَخير ابْن عبد الْبر. انْظُر ابْن سيد النَّاس ١/ ٨٩ والطبري ٢/ ٢٩٣.

<<  <   >  >>