للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[كفار الْيَهُود والمنافقون] ١

وَكفر جُمْهُور الْيَهُود، ونافق قوم من الْأَوْس والخزرج، فأظهروا الْإِسْلَام مداراة لقومهم من الْأَنْصَار وأبطنوا الْكفْر، ففضحهم اللَّه عز وَجل بِالْقُرْآنِ.

وَمِمَّنْ ذكر مِنْهُم من بني عَمْرو بْن عَوْف أهل قبَاء: الْحَارِث٢ بْن سُوَيْد بْن الصَّامِت مُنَافِق وَكَانَ أَخُوهُ خَلاد بْن سُوَيْد من فضلاء الْأَنْصَار وَكَانَ أخوهما الخلاس بْن سُوَيْد مِمَّن اتهمَ بالنفاق لنزغة نَزغ بهَا ثمَّ لم يظْهر بعد مِنْهُ إِلَّا النصح للْمُسلمين وَالْخَيْر وَالصَّلَاح، ونبتل٣ بْن الْحَارِث، وبجاد بْن عُثْمَان بْن عَامر، وَأَبُو حَبِيبَة بْن الأزعر وَهُوَ أحد الَّذين بنوا مَسْجِد٤ الضرار، وَعباد بْن حنيف أَخُو سهل بْن حنيف، وَكَانَ أَخَوَاهُ سهل وَعُثْمَان من فضلاء الْأَنْصَار وصالحيهم. وَجَارِيَة بْن عَامر العطاف، وابناه: زيد وَمجمع. وَقد قيل إِن مجمع بْن جَارِيَة لم يَصح عَنهُ النِّفَاق، بل صَحَّ عَنهُ الْإِسْلَام وَحَمَلَ الْقُرْآن، وَإِنَّمَا ذكر مِنْهُم لِأَن قومه الَّذين بنوا مَسْجِد الضرار اتخذوه إِمَامًا فِيهِ.

وَمن بني أُميَّة بْن زيد: وَدِيعَة بْن ثَابت وَهُوَ من أَصْحَاب مَسْجِد الضرار اتخذوه إِمَامًا، وَبشر بْن زيد وَأَخُوهُ رَافع بن زيد.


١ انْظُر فِي هَؤُلَاءِ الْكفَّار وَالْمُنَافِقِينَ ابْن هِشَام ٢/ ١٦٠ وَمَا بعْدهَا، وَابْن حزم ص٩٧ وَابْن سيد النَّاس ١/ ٢٠٨ والنويري ١٦/ ٣٥١.
٢ انظم إِلَى صُفُوف قُرَيْش فِي يَوْم أحد وَقتل المجذر بن ذياد البلوي وَلحق بهم، حَتَّى إِذا كَانَ فتح مَكَّة قَتله الرَّسُول بالمجذر قودا.
٣ هُوَ الَّذِي كَانَ يَقُول: إِنَّمَا مُحَمَّد أذن، من حَدثهُ شَيْئا صدقه، وَفِيه نزلت الْآيَة الْكَرِيمَة {وَمِنْهُم الَّذين يُؤْذونَ النَّبِي وَيَقُولُونَ هُوَ أذن} .
٤ بني هَذَا الْمَسْجِد اثْنَا عشر رجلا عِنْد منصرف رَسُول الله من غَزْوَة تَبُوك، وَقد أَمر الرَّسُول بإحراقه وهدمه، وَفِيهِمْ وَفِيه نزل قَوْله تَعَالَى: {وَالَّذين اتَّخذُوا مَسْجِدا ضِرَارًا وَكفرا وَتَفْرِيقًا بَين الْمُؤمنِينَ وَإِرْصَادًا لمن حَارب الله وَرَسُوله من قبل وَلَيَحْلِفُنَّ إِن أردنَا إِلَّا الْحسنى وَالله يشْهد إِنَّهُم لَكَاذِبُونَ} .

<<  <   >  >>