للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الأمعاء أَنه لَا يحدث دفْعَة كَمَا يحدث تِلْكَ الْأُخَر وَيكون فِي أول الْعلَّة إسهال مرار تلذع غَايَة اللذع ثمَّ يتبع ذَلِك خراطة الأمعاء ثمَّ يخرج بعد ذَلِك خراطة الأمعاء ثمَّ يخرج بعد ذَلِك مَعَ الخراطة دم قَلِيل وَذَلِكَ تكون عِنْد مَا تكون القرحة قد استحكمت فَإِنَّهُ كَانَ مَعَ الخراطة شَيْء من جنس السمين فالقرحة فِي الأمعاء الْغِلَاظ وَإِن كَانَ يخرج مَعَ الخراطة والثفل دم فَانْظُر فِي الدَّم فِي الخراطة فَإِنَّهُ إِن كَانَ الدَّم شَدِيد الِاخْتِلَاط بِمَا يخرج منعقداً بِهِ فالقرحة فِي الْعليا وَإِن كَانَ طافياً عَلَيْهِ منحازا عَنهُ فالقرحة فِي السُّفْلى وَكَذَلِكَ فَانْظُر فِي الخراطة أمختلطة هِيَ أعنى بالثفل اختلاطا محكما أَولا واحكم بِحَسب ذَلِك إِلَّا أَن ذَلِك فِي الخراطة أقل تَبينا مِنْهُ فِي الدَّم وَكَذَلِكَ إِن خرجت فِي الإسهال قشرة قرحَة فَإِن عظمها يدل على موضعهَا الَّذِي هِيَ فِيهِ لعظمها واختلاطها بِمَا يخرج أَيْضا فَإِن كَانَت فِي الْعليا فَهُوَ ينْتَفع بِالَّذِي يشرب وَإِن كَانَت أدنى الأمعاء فبالحقن وَإِن كَانَت فِي الْوُسْطَى فبينهما.

تَفْصِيل بَين قُرُوح الأمعاء ووجع الكبد قَالَ: وَيفرق بَين هَذَا وَبَين إسهال الدَّم الْكَائِن عَن الكبد أَن ذَلِك وَإِنَّمَا هُوَ فِي أول الْأَمر مثل مَاء اللَّحْم ثمَّ بعد ذَلِك إِذا تزيدت الْعلَّة خرج الإسهال خلط غليظ شَبيه بدردي الشَّرَاب وَلَا يكون مَعَه شَيْء من جنس الخراطة فَإِن هَذَا الإسهال الَّذِي يكون من الكبد لَهُ مَرَاتِب كَثِيرَة وفترات يمسك فِيهَا الْيَوْمَيْنِ وَالثَّلَاثَة ثمَّ يعاود فَيخرج أنتن من الأول وأردأ وَلَيْسَت الْحَال فِي قُرُوح الأمعاء ٣ (الزحير) قَالَ: أما القروح الَّتِي تكون فِي المعي الْمُسْتَقيم وَيُقَال لَهَا الزحير فَإِنَّهَا تحدث تزحرا شَدِيدا جدا وشهوة للْقِيَام إِلَى الْخَلَاء قَوِيَّة وَلكنه لَا يخرج مِنْهُ إِلَّا الشَّيْء النزر وَهَذَا الشَّيْء يكون فِي أول الْأَمر ورقيقا حَتَّى إِذا طَالَتْ الْمدَّة انحدر مِنْهَا شَيْء من جنس الخراطة وَيكون كلما ينزل مِنْهُم من غير مختلط لما ينحدر فَوق أعنى الثفل وَقد ذكر قوم أَن بعض هَؤُلَاءِ خرج مِنْهُم بعقب تزحر شَدِيد وَلم أره قطّ وَلَا سمعته من إِنْسَان رَآهُ.

جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: الخراطة الْعِظَام العراض الشبيهة بالأغشية تدل على أَن الْعلَّة فِي الأمعاء الْغِلَاظ والخراطة الرقيقة وَالصغَار الَّتِي هِيَ كالنخالة تدل على أَنه فِي الدقاق.

الزحير يكون إِمَّا من برد شَدِيد عنيف وَإِمَّا من مرّة مداخلة الجرم الأمعاء. لي أرى هَذَا الْكَلَام يُرِيد بِهِ المغس.

السَّادِسَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: قد يعرض على الكبد نَوْعَانِ من اخْتِلَاف الدَّم أَحدهمَا الِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم الْقَرِيب الْعَهْد بِالذبْحِ إِذا غسل وَلآخر الِاخْتِلَاف الشبيه بالدردي وَيكون ذَلِك من طول بَقَاء الدَّم فِي الكبد وعسر نُفُوذه إِلَى قُدَّام فيحترق ويسود ويتوهم النَّاس أَنه مرّة سَوْدَاء وَلَيْسَ لَهُ بريقها، قَالَ: وَقد يشبه هَذَا بقروح الأمعاء وَذَلِكَ أَن

<<  <  ج: ص:  >  >>