للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: وَأَنا أصف دَلَائِل الدق المبتدئة السهلة الْبُرْء.

قَالَ: وَهَذِه الْحمى إِذا كَانَت وَحدهَا سهل تعرفها وَإِن كَانَت مَعَ حمى عفن عسر الْوُقُوف عَلَيْهَا. فضع أَنَّهَا بَدَت مُفْردَة مَعَ بعض الْأَسْبَاب الَّتِي ذَكرنَاهَا يَعْنِي سهراً أَو جوعا أَو تعباً أَو حمى يَوْم وَأَنه ظهر فِي أول يَوْم من الْحمى جَمِيع الدَّلَائِل الدَّالَّة على حمى يَوْم فَإِذا كَانَ ذَلِك وَرَأَيْت الْحمى. قد دَامَت إِلَى الْيَوْم الثَّانِي لَا تسكن وَلَا تقلع وَلَا تشتد وتقوى وَرَأَيْت الْبدن أَزِيد يبساً وجفوفاً وَقد أَقبلت إِلَى الدق فَإِن بقيت كَذَلِك إِلَى الْيَوْم الثَّالِث لم تزيد الْحمى وَلم تنقص تزيداً أَو تنقصاً ذَا قدر لَكِن رَأَيْت بقايا تِلْكَ الْحمى اليومية امتدت ودامت مَعَ يبس وجفوف وَوجدت الْحَرَارَة فِي أول اللَّمْس هادئة لينَة وَإِذا طَال لبث كفك على الْبدن احتدت ألف هـ ولذعت وَوجدت يبساً فالحمى دق وَأقوى العلامات وأبعدها من الشَّك هُوَ أَنه بعد أَن تنَاول العليل الْغذَاء العليل بساعة أَو ساعتين يتَوَهَّم عَلَيْهِ جَمِيع من مَسّه أَنه قد حدث فِي حماه تزيد حَتَّى يكون من أناله ذَلِك الْغذَاء غير بعيد من أَن يلام على أَنه غذاؤه فِي وَقت النّوبَة وَلَيْسَ الْأَمر كَذَلِك لَكِن هَذَا غير مفارق لجَمِيع من بِهِ الدق أَن يكون إِذا تنَاول الْغذَاء تلتهب الْحَرَارَة وتقوى وتتزيد نبضه عظما وَسُرْعَة حَتَّى يظنّ بِهِ من رَآهُ أَنه قد حدث لَهُ نوبَة من غير)

تضاغط أعنى بِقَوْلِي تضاغط إِذا لم يكن مَعَ النّوبَة اقشعرار وَلَا برد فِي الْأَطْرَاف وَلَا حَال تشبه بالميل إِلَى النّوم وَلَا كسل وَلَا اخْتِلَاف أصلا فِي الْحَرَارَة والنبض وَلَا ضعف وَلَا شَيْء من أشباه هَذِه الْأَعْرَاض لَكِن يصير النبض سَرِيعا أسْرع وَأعظم مِمَّا كَانَ يصير فِي غير من هَذِه حَالَة إِذا إغتذى.

وَقد يكون فِي بعض الْحَالَات حمى غير دق وتزيد الْحَرَارَة من غير تضاغط وَالْفرق بَينهَا وَبني الدق أَن تِلْكَ تعرض فِي جَمِيع الْأَوْقَات وَهَذِه إِنَّمَا تعرض بعقب وَقت الْغذَاء وَلَيْسَ لحمى الدق فِي وَقت من الْأَوْقَات نوبَة لَكِنَّهَا دائمة مُتَّصِلَة كسونوخس إِلَّا أَنَّهَا وَإِن كَانَت دائمة مطبقة فَإِنَّهَا تنفصل من سونوخس

<<  <  ج: ص:  >  >>