للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرَّابِعَة من الثَّالِثَة: الحميات الليلية والنهارية هِيَ من جنس النائبة كل يَوْم يَعْنِي بالليلية الَّتِي تنوب كل لَيْلَة والنهارية الَّتِي تنوب كل يَوْم وَلَا تنوب إِلَّا بِالنَّهَارِ.

الأول من السَّادِسَة من ابيذيميا: قَالَ جالينوس: النافض الْقوي الشَّديد الْبرد يعرض من البلغم الْقوي الشَّديد الْبرد الْمُسَمّى الزجاجي وَمن الْخَلْط السوداوي.)

قَالَ: إِلَّا أَن النافض البكائن عَن الزجاجي والخلط السوداوي تعسر سخونة الْبدن مَعَه.

قَالَ: ونوائب الْحمى الكائنة عَنهُ تكون فِي كل يَوْم.

لي قد اتّفقت الْكتب على أَن البلغمية لَيْسَ لَهَا نافض وجالينوس يَقُول هَهُنَا هَذَا القَوْل وَقد قَالَ فِي كتاب الحميات مَا قد كتبناه عَنهُ فَلَيْسَ الْوَجْه إِلَّا أَن الحميات البلغمية وَإِن كَانَ يجمعها أَن تنوب فِي كل يَوْم فَإِن مِنْهَا مَا لَا يكون من بلغم مائي وَمن بلغم حُلْو قريب من الدَّم وَمن بلغم مالح وَيُمكن أَن يكون النافض لَيْسَ فِي ذَلِك فَأَما فِي الْكَائِن الزجاجي فَالْقَوْل فِيهِ مَا قَالَ جالينوس.

الْيَهُودِيّ: البلغمية أبدا صَاحبهَا مصفار مخضار وتبدأ بِبرد شَدِيد كثير الرعدة لَا يدْفع صَاحبهَا ويظن أَنه جَالس فِي ثلج وَأَن الثِّيَاب الَّتِي عَلَيْهِ مبلولة وتصطك أَسْنَانه ويصفر ويخضر لَونه: وَلَا يفهم كَلَامه من شدَّة النفض والرعدة وَالْمَاء يرى يَوْمًا أَبيض وَمن غَد أَحْمَر ألف هـ غليظاً كثير الثفل. وإقلاعها فِي الْأَكْثَر ألف هـ مِنْهَا لَازِمَة فعالجه بِهَذَا العلاج بِعَيْنِه إِلَّا أَنَّك تَجْعَلهُ أَشد اعتدالاً فَمن ذَلِك السكنجبين وَمَاء الْعَسَل وَمَاء الرازيانج وأعطه خبْزًا أَحْيَانًا بِعَسَل وَأَحْيَانا بسكنجبين وبكامخ الشبث وَفِي الأحيان بمرقة فِيهَا صعتر وأنجدان وَإِن ضعف فأعطه لحم الفراريخ والدراج.

لي يكون فِي ابْتِدَاء هَذِه الْحمى ثقلة ونعاس وَذَلِكَ خَاص بِهَذِهِ الْحمى.

الْإِسْكَنْدَر قَالَ: يَنْبَغِي أَن تنْتَظر بِهَذِهِ الْحمى نضج البلغم ثمَّ تستفرغ بالإسهال فَإِن كَانَ كثير فاستفرغ مِنْهُ شَيْئا ثمَّ انضج الْبَاقِي فَإِن الطبيعة تقوى بعد ذَلِك على الْبَاقِي فَإِن لم تقو فأسهل أَيْضا قَلِيلا وَلَا تسرف فِي الإسهال وخاصة قبل النضج الْبَالِغ لِأَنَّهُ يضر العليل لَكِن قَلِيلا قَلِيلا قَالَ: وأسهل من بِهِ هَذِه بالمسهل الْمُتَّخذ من غاريقون وسقمونيا وعصارة الْورْد وَالْعَسَل فَإِنَّهُ يخرج البلغم وَلَا يسخن.

من كتاب شرك قَالَ:

٣ - (علاج الْحمى البلغمية بالقيء)

فَإِنَّهُ أفضل علاجها.

قَالَ: وَلَا تقيئه فِي عنفوان حماه فَإِنَّهُ يخَاف عَلَيْهِ أَن ترم معدته لَكِن بعد السَّابِع.

لي إِذا لم يجِئ المحموم الْقَيْء بسهولة فَلَا يتَكَلَّف بالعنف فَإِن يخَاف من ذَلِك بلَاء وَأما إِن جَاءَ بسهولة أَو جَاءَ من نَفسه فَلَا خوف فِيهِ الْبَتَّةَ.

شَمْعُون: البلغمية تشتد على الْأَيَّام وينتفخ فِي ابتدائها الْبَطن وتبرد الْأَطْرَاف وَمَعَهَا برد بطئ لَا يكَاد يسخن وَلَا يحس. برعدة شَدِيدَة بل بِبرد طَوِيل ويتهيج الْوَجْه وتوجع الْمعدة وَلَا يعرق ويهذي ويعتريه السعال وَيَنْبَغِي أَن ينفض عَنهُ البلغ ثمَّ يسقى المدرة للبول.

قرص جيد لَهَا: أنيسون واسارون وافسنتين وبزر فكرس وسنبل وغافت دِرْهَم دِرْهَم صَبر دِرْهَم وَنصف الشربة دِرْهَم بِمَاء الجلنجبين فاتراً.

من الاختصارات قَالَ: يكون مَعَ هَذِه وجع الْمعدة والقيء البلغمي وتهيج الْوَجْه وَرُبمَا غلظ مَعهَا الطحال وَلَيْسَت فترتها نقية وأفواهم لثقة سهكة وَالْبَوْل يكون فِي الِابْتِدَاء أَبيض لطيفاً وَمَعَهَا وجع الْمعدة واللون الْأَصْفَر وأبداً بعلاجها بإسهال الْبَطن بِنصْف رَطْل من مَاء لبلاب مَعَ عشرَة دَرَاهِم من فانيذ وَخَمْسَة دَرَاهِم من سِتِّينَ يَوْمًا وَفِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَفِي أَكثر.

قَالَ: وأسهلهم بحب الصَّبْر وشحم الحنظل مَرَّات ثمَّ أعطهم أَقْرَاص الأفسنتين وأقراص السنبل.

الطَّبَرِيّ قَالَ: يحدث فِي أول مَا تَأْخُذ حمى البلغم برد لِأَن البلغم لم يعفن بعد وبأخرة يحدث برد دون ذَلِك لِأَن البلغم قد عفن وَيكون صعُود الْحَرَارَة فِيهَا بطيئة وينفع فِيهَا القي قبل سَاعَة النّوبَة بطبيخ الحبق وبزر الكرفس وَلَا تسْتَعْمل فِيهِ الدّهن لِأَنَّهُ يسد المنافس وَيمْنَع البلغم من التَّحَلُّل وينفع مِنْهَا طبيخ النانخواة والصعتر وَالزَّبِيب يسقى بِهِ قدر حمصة من الترياق وَيدخل الْحمام ويتوقى الْأَشْيَاء الغليظة وينفع فِيهَا الْحمام وَشرب الْخمر.

لي

٣ - (عَلَامَات البلغمية)

النفاض الشَّديد الْبرد حَتَّى يظنّ أَنه جَالس فِي ثلج وتبطئ السخونة وَيطول وَقتهَا وَإِذا سخن لم تكون سخونته شَدِيدَة وَلَا عطشه والنبض صَغِير فِي ابتدائها ويوافق مزاجها فِي الْأَكْثَر الْبَلَد والمزاج وَالتَّدْبِير وَحَال الحميات الْوَارِدَة فِي ذَلِك الْوَقْت وَضعف فَم الْمعدة.

اهرن قَالَ: يكون فِي البلغمية نافض حَتَّى كَأَنَّهُ جَالس فِي ثلج وَعند الانحطاط يكون عرق يسير بِالْإِضَافَة إِلَى عرق الغب وينفث بلغماً ويبيض الْوَجْه والشفة.

٣ - (علاجها)

لَا يلطف تدبيرها فِي أول الْأَمر إِلَّا أَنه يكون ألطف من تَدْبِير الرّبع وأسهله فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>