للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثَّامِن وَأَن الْعرق ابْتَدَأَ فِي آخر تِلْكَ اللَّيْلَة ولبث الْمَرِيض نَهَار يَوْم الثَّامِن نَهَاره أجمع يعرق عرقا مَحْمُودًا وأقلعت حماه عِنْد العشى فَاعْلَم أَنِّي أَقُول إِن هَذَا لبحران جَاءَ فِي السَّابِع وَانْظُر أبدا فِي مثل هَذَا إِلَى الْمُنْذر فَإِن كَانَ الْمُنْذر أنذر بِالْيَوْمِ السَّابِع ثمَّ جَاءَ فِيهِ جملَة وَاحِدَة من خلال البحران وَتمّ كُله فِي الثَّامِن فالبحران لليوم الْمُنْذر بِهِ وَإنَّهُ تَجْتَمِع لليوم عَلَامَات كَثِيرَة من عَلَامَات البحران. وَإِن فقدت الْمُنْذر وَجَاء البحران فِي يَوْمَيْنِ فَانْظُر فَإِن كَانَت الْعلَّة تصعب وتتحرك فِي الْأَفْرَاد فالبحران للفرد وَذَلِكَ أَن البحران أبدا إِنَّمَا يكون فِي وَقت استصعاب الْحمى وَانْظُر فِي نفس البحران فَإِن رَأَيْته جيدا سليما وَشَكَكْت فِي السَّابِع وَالثَّامِن وَالتَّاسِع وَالسَّادِس فانسبه إِلَى السَّابِع وَإِن شَككت فِي التَّاسِع والعاشر فانسبه إِلَى التَّاسِع وبالضد. وَانْظُر أَيْضا من نفس طبيعة البحران وَذَلِكَ أَن لَهُ ابْتِدَاء يدل على مَجِيئه وَابْتِدَاء الاستفراغ وانقضاء الْعلَّة فاليوم الَّذِي تَجِد فِيهِ الثَّلَاثَة فَلَا وَانْظُر فِي أَي الْيَوْمَيْنِ زمَان البحران فِيهِ أطول فَإِنَّهُ بِهِ أولى فَإِن كَانَت العلامات لوَاحِد أَكثر فللذي فِيهِ عَلَامَات أقل أَيْضا شركَة فَإِن اسْتَويَا فَهُوَ لَهما.

وَرُبمَا يُجَاوز البحران الْيَوْم الَّذِي بعد الْيَوْم الَّذِي كَانَ فِيهِ ابْتِدَاء العلامات إِلَى الْيَوْم الثَّالِث من يَوْم ابْتِدَاء العلامات وَإِذا كَانَ كَذَلِك فاليوم الْأَوْسَط أولى بالبحران لِأَن زمَان البحران فِيهِ كَانَ أطول. وَلَكِن لَا يجب أَن توجب لَهُ البحران كُله لَكِن تنظر مَا كَانَ الْإِنْذَار أَيّمَا كَانَ بِهِ فانسبه إِلَيْهِ فَإِن هَذَا أقوى العلامات فَإِن لم ينذر بِهِ فَانْظُر فِي سَائِر مَا وَصفنَا من حَرَكَة الأدوار وَالزَّوْج والفرد وَقِيَاس نَوَائِب الْحمى فَإِن الْحمى الأطول هِيَ يَوْم بحران وطبائع الْأَيَّام فَإِن البحران الحميد فِي الْأَيَّام الجيدة وَبِالْعَكْسِ وَعدد أَوْقَات البحران فَإِن الَّذِي يجْتَمع لَهُ وقتان مِنْهُ هُوَ لَهُ وزمان البحران أَعنِي طول لبثه فَإِن الَّذِي يلبث البحران فِيهِ أَكثر فَهُوَ لَهُ فضم هَذِه جَمِيعًا)

واستشهدها.

وَأما الْيَوْم الأول وَالْيَوْم الثَّانِي فَلَيْسَ يُمكن أَن يَكُونَا من أَيَّام البحران إِلَّا لحمى يَوْم وَذَلِكَ أَن البحران إِنَّمَا هُوَ أَن تَنْقَضِي الْعلَّة باضطراب وتعب فَإِن سمينا كل انْقِضَاء بحرانا وَإِن لم يتقدمه تَعب واضطراب فاليوم الأول وَالثَّانِي رُبمَا انْقَضى فيهمَا حمى. وَأَنا أسمي الِاضْطِرَاب الْكَائِن قبل تغير الْمَرَض إِلَى الْحَالة الجيدة أَو الردية بحرانا وَمَا كَانَ تغيره إِلَى الْأَفْضَل أُسَمِّيهِ بحرانا جيدا وبالضد وَمَا كَانَ لَا يُؤَدِّي إِلَى كَمَال الْفضل وَكَمَال الْهَلَاك أُسَمِّيهِ بحرانا نَاقِصا جدا ورديا.

وَقد قَالَ أرخيجانس: إِن البحران يكون فِي الْوَاحِد وَالْعِشْرين أَكثر مِمَّا يكون فِي الْعشْرين وَأَنا لم أَجِدهُ هَكَذَا وَلَا أبقراط. وَكَذَلِكَ الْحَال فِي السَّابِع وَالْعِشْرين فَإِنِّي وجدت البحران يكون فِيهِ أَكثر مِمَّا يكون فِي الثَّامِن وَالْعِشْرين. وَذكر أرخيجانس أَنه يكون أقل.

وَالْيَوْم الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ أَيْضا صَالح للقوة وَيَوْم الْأَرْبَعين أقوى مِنْهُ. وَأما الْيَوْم الرَّابِع

<<  <  ج: ص:  >  >>