للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فُصُول أبيذيميا: إِذا كَانَ الْبَوْل أَبيض فِي حمى مرارية مَعَ دَلَائِل سَلامَة فتوقع حُدُوث سحج المعي لاخْتِلَاف مرار يحدث لِأَن المرار مائل إِلَى طَرِيق البرَاز.

إِذا كَانَ الْبَوْل الرَّقِيق يضْرب إِلَى السوَاد دلّ برقته على أَن الْعلَّة لم تنضج وبسواده على خبث الْعلَّة.

إِذا كَانَ الْبَوْل يظْهر فِيهِ النضج مرّة وَمرَّة لَا وَهُوَ متشوش مُضْطَرب ونوائب الحميات مختلطة فالعلة من مواد كَثِيرَة مُخْتَلفَة.

من جَوَامِع تَدْبِير الأصحاء قَالَ: الْبَوْل المائي لَا يظْهر فِيهِ رسوب وَلَا تعلق فان ظهر فِيهِ دلا على نضج قد بَدَأَ.

وَأما الْبَوْل المتثور بِمَنْزِلَة أَبْوَال الدَّوَابّ فانه يدل على أَن الْعُرُوق مَمْلُوءَة من أخلاط نِيَّة إِلَّا أَن الطبيعة تعْمل أبدا فِي إنضاجها فان بَقِي على تثوره وَلم يتَمَيَّز وَكَانَ فِيهِ رسوب رَدِيء دلّ على أَن الطبيعة ضَعِيفَة وَأَنَّهَا تحْتَاج إِلَّا أَن تعاون على إنضاج الأخلاط وَإِن كَانَ يتَمَيَّز سَرِيعا وَكَانَ مَا يرسب فِيهِ أَبيض أملس مستوياً دلّ على أَن الطبيعة قريبَة من أَن تغلب على الْفضل كُله.)

وَإِن كَانَ الْبَوْل حِين يبال صافياً ثمَّ يتثور سَرِيعا دلّ على أَن الطبيعة قد أخذت فِي إنضاج الأخلاط النِّيَّة فان كَانَ إِنَّمَا يتثور بعد مُدَّة طَوِيلَة دلّ على أَن الطبيعة لم تبدأ فِي الإنضاج لَكِنَّهَا ستبدأ فِيهِ.

فان كَانَ الْبَوْل متثوراً وَكَانَ تميزه فِي مُدَّة طَوِيلَة وَمَا يرسب فِيهِ مَحْمُود فالطبيعة تغلب الأخلاط فِي الْبَوْل الَّذِي تطول مُدَّة تغلبه على النهوة إِن كَانَ مَعَه ضعف الْقُوَّة أَو عَلَامَات رَدِيئَة دلّ على موت العليل وَإِن لم يكن مَعَه عَلَامَات رَدِيئَة دلّ على طول الْمَرَض وَإِن كَانَ مَعَه مَعَ ذَلِك عَلَامَات صَالِحَة دلّ على أَنه يسلم بعد طول مرض.

لي تفقدت فَمَا رَأَيْت حَال نضج الأبوال فِي الْأَمْرَاض إِلَّا على مَا أَقُول: إِذا حدث الْمَرَض وَالْبَوْل بِحَالهِ دَائِما فَمَا دَامَ بَاقِيا على تِلْكَ الْحَال فانه غير نضيج فان ذهب مَعَ ذَلِك ينْتَقل إِلَى الف وَبَوْل رَدِيء دلّ على رداءة حَال وعلامة رَدِيئَة فان انْتقل إِلَى الرُّجُوع إِلَى الطبيعة أَو إِلَى شَيْء مضاد لمادة الْعلَّة فقد نضج وَدلّ على خير.

مِثَال: أنزل أَن عليلاً بَال من أول يَوْم بولاً إِلَى الْحمرَة غليظاً أَقُول: إِن هَذَا الْبَوْل مادام على حَاله فانه لم يحدث فِيهِ نضج فان انْتقل إِلَى السوَاد دلّ على رداءة وَإِن انْتقل إِلَى الأترجة وَكَانَ لون بَوْل الْمَرِيض فِي صِحَّته الأترجي فانه يدل على انه قد نضج فَإِن انْتقل إِلَى بَيَاض ورقة أَقُول: إِن هَذِه الْعلَّة قد انْقَضتْ الْبَتَّةَ وبرأ العليل مِنْهَا. فعلى هَذَا فاعمل

<<  <  ج: ص:  >  >>