للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من كل شَيْء ويكثرون الِالْتِفَات ويغضبون بِلَا سَبَب فاذا بلغ الْأَمر مِنْهُم بحت أَصْوَاتهم وفزعو من المَاء ويتأخر الْفَزع من المَاء ويتقدم على قدر بعد الْأَبدَان من الطبيعة السَّوْدَاء بهَا وَإِنَّمَا يخَافُونَ المَاء من غَلَبَة اليبس على مزاجهم فيخيل إِلَيْهِم فِي أدمغتهم أَن المَاء يُحِلهُمْ ويبيدهم ويستدل على ذَلِك أَنهم يتلفون بالتشنج فاذا لحقتهم فِي أول الْأَمر فَعَلَيْك بجذب السم إِلَى سطح الْبدن بالأدوية والمحاجم وَإِلَّا فَعَلَيْك باسهال الْبَطن بِمَا يخرج السَّوْدَاء مثل أفتيمون والخربق الْأسود وأدم الْحمام وَالْمَاء الفاتر والأدهان والأغذية اللطيفة المرطبة وَكَذَلِكَ الْأَشْرِبَة واحقنهم بحقن قَوِيَّة حريفة أَولا بِمَا يجذب السَّوْدَاء ثمَّ بالرطبة واحتل إِذا فزع من المَاء أَن تفرغ مَاء فِي جَوْفه وَهُوَ لَا يشْعر فان أجابتك الْقُوَّة فافصده وأسهله بِهَذَا الْحبّ: اهليج كابلي مثقلان أفتيمون مِثْقَال وَنصف ملح هندي نصف مِثْقَال بسايج مِثْقَال حجر أرميني مثله غارقيون مثله وَبَعْضهمْ يلقى مِثْقَالا وَنصف المثقال خربق أسود مثقالان اسْقِهِ مِنْهُ مثقالين وَيَأْكُل بعد ذَلِك فروجاً أَو دَرَّاجًا وَمن خرج مِنْهُ الدَّم عِنْد العضة فَهُوَ أسلم.

لي علاج هَؤُلَاءِ بعد الجذب شرب الْأَشْيَاء الَّتِي شَأْنهَا تَقْوِيَة الْأَعْضَاء الدَّاخِلَة وَمنع السم مثل دَوَاء السرطان وَلَا يسقى فِي هَذِه الْأَيَّام دَوَاء مسهلاً وَلَا يفصد لِأَنَّهُ يعين على جذب السم إِلَى دَاخل. فَإِذا استقصيت الجذب إِلَى دَاخل يَوْمَيْنِ وَثَلَاثَة أخذت حِينَئِذٍ بالإسهال والتنقية.

دَوَاء مجرب: تنقع ذراريح فِي الدوغ يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يُبدل دوغها ثَلَاث مَرَّات ثمَّ تجفف فِي الظل وتدق وتنخل وَيجْعَل مَعهَا عدس مقشر مثله وَتجْعَل أقراصاً مِنْهَا دانقان فِي كل وَاحِدَة وتجفف)

الشربة وَاحِدَة بنبيذ أَو بِمَاء فاتر فاذا شربه شربة فَليقمْ فِي الشَّمْس ويتدثر وَيَمْشي بِسُرْعَة حَتَّى يعرق. فان وجد كربا شرب سكرجة من سمن بقر أَو زيتا صافيا وَإِن احْتبسَ بَوْله دخل الآبزن فاذا بَال دَمًا فقد برِئ وَأمن من الْفَزع من المَاء وَيجب أَن تقطع أَجْنِحَة الذراريح وأرجلها ورؤوسها.

أهرن للكلب الْكَلْب قَالَ: اسْقِهِ المَاء فِي أنبوب وَهُوَ لَا يعلم وضع على معدته وَرَأسه الْأَشْيَاء الملطفة المبردة فانه ملاكه.

ابْن سرابيون: يهيج الْكَلْب فِي الْأَكْثَر فِي الْحر الشَّديد وَالْبرد الشَّديد أَيْضا وَإِذا هاج لم يغتذ وَلم يشرب الْبَتَّةَ وفر من المَاء ويلهث دَائِما وتحرك أذنابها وَيخرج من افواهها زبد وتنقطع أصواتها كَأَنَّهَا مخنوقة وتشد على من اسْتَقْبلهَا من غير نبح وَإِذا نهش فَلَيْسَ يعرض مِنْهُ فِي الِابْتِدَاء شَيْء سوى وجع النهشة فَأَما بأخره فَيعرض الْخَوْف من المَاء وتشنج وَحُمرَة فِي الْجِسْم وخاصة فِي الْوَجْه وعرق كثير ويهربون من المَاء إِذا رَأَوْهُ وَمن سَائِر الرطوبات وَرُبمَا كلبوهم أَيْضا وشدوا على النَّاس يعضونهم فَيعرض مثل الْعَارِض الأول.

وَقَالَ بعض الْأَطِبَّاء فِي عِلّة الْخَوْف من المَاء: إِن ذَلِك يكون لِأَن مزاجهم يَسْتَحِيل دَائِما

<<  <  ج: ص:  >  >>