للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حَبَّة خضراء: مسخنة، مَدَرَة للبول، رَدِيئَة للمعدة، تحرّك الباه. وَإِن شربت بشراب ووافقت نهش الرتيلا. ولدهنها تبريد وَقبض مثل مَا لدهن الْورْد.

وورق هَذِه الشَّجَرَة وثمرتها قابضة توَافق مَا توَافق شَجَرَة المصطكي واستعمالها مثل ذَلِك.

وصمغ هَذِه الشَّجَرَة أَجود الصموغ وَبعدهَا المصطكي ومنفعتها كمنفعتها ثمَّ صمغ التنوب وصمغ اللاطي واللاذن ثمَّ الصنوبر كل وَاحِد من هَذِه وخاصة هَذِه الصمغة مسخنة ملينة مذوبة منفية مُوَافقَة للسعال وقرحة الرئة منقية لما فِي الصَّدْر إِذا لعق وَحده أَو بِعَسَل مدر للبول ملين للبطن يلزق بهَا الشّعْر النَّابِت فِي الجفون. وَإِذا خلط بزنجار وقلقنت ونطرون أصلح الجرب المتقشر والآذان الَّتِي يسيل مِنْهَا رُطُوبَة. وَمَتى خلط بِعَسَل وزيت يصلح لحكة القروح.

وَيدخل فِي المراهم والأدهان المحللة للاعياء. وينفع أوجاع الْجنب مَتى تمسح بِهِ وَحده أَو تضمد بِهِ.

ودخان هَذِه الصموغ تصلح فِي صَنْعَة الأكحال الَّتِي تحسن هدب الْعين والمدة فِي المتأكلة والأشفال المتساقطة والدمعة.

وَقَالَ ج: دهن الْحبَّة الخضراء مركب وَذَلِكَ أَنه لَا يلين فَقَط إِذا شرب لَكِن يقبض أَيْضا.

وَقَالَ فِي الثَّانِيَة فِي دُخان البطم: إِنَّه بعيد من الْأَذَى واللذع وَهُوَ كدخان الكندر.

وَقَالَ: إِن علك الْحبَّة الخضراء أَجود العلوك بعد المصطكي وَفِيه مَعَ هَذَا شَيْء من المرارة وَلذَلِك صَار يحلل أَكثر من المصطكي وَلَيْسَ لهَذَا العلك قبض مَعْرُوف مثل قبض المصطكي وَلما كَانَ مرا صَار لمَكَان هَذَا الطّعْم يجلو أَيْضا حَتَّى أَنه يشفي الجرب وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يجر ويجذب من عمق الْبدن أَكثر من سَائِر أَنْوَاع العلوك لِأَنَّهُ ألطف مِنْهَا. ولعلك البطم شَيْء من التليين وَبعده فِي التليين المصطكي.)

وَقَالَ فِي الثَّامِنَة فِي شَجَرَة البطم: إِن فِي جَمِيعهَا قبضا وَمَعَ ذَلِك هِيَ تسخن فِي الثَّانِيَة وَهَذَا مِمَّا يدل على أَنَّهَا تجفف أَيْضا إِلَّا أَنَّهَا تسخن مَا دَامَت طرية رطبَة فتجفيفها يسير حَتَّى أَنَّهَا إِذا هِيَ يَبِسَتْ صَارَت تجفف فِي الثَّانِيَة.

وثمرتها تفعل ذَلِك خَاصَّة فَإِنَّهَا إِذا يَبِسَتْ صَارَت نَحْو الثَّالِثَة فِي التجفيف ويبلغ من إسخانها أَنه من يمضغها يعلم بحرها من سَاعَته وَلذَلِك صَارَت تدر الْبَوْل وَتَنْفَع الطحال.

قَالَ بديغورس: علك البطم خاصته تَحْلِيل مَا فِي الصَّدْر والإذابة.

وَقَالَ اريباسيوس: صمغ الْحبَّة الخضراء يحلل أَكثر من المصطلكي ويجلو حَتَّى أَنه يذهب الجرب والقوابي وَيُبرئ القروح الَّتِي فِي ظَاهر الْجِسْم أَكثر من سَائِر أَصْنَاف الراتينجات يَعْنِي الصموغ والعلوك.

<<  <  ج: ص:  >  >>