للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على الطَّعَام ويطيفه فِي أعالي الْمعدة فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يمسك عَن شرب الشَّرَاب والإكثار من المَاء إِلَّا بِقدر الْحَاجة لقطع الْعَطش إِلَى أَن يصير مَا فِي الْمعدة كيلوساً فَعِنْدَ ذَلِك يشرب عَلَيْهِ فَإِن الشَّرَاب حِينَئِذٍ يمتزج بِهِ وَلَا يُغير عَنهُ وَلَا يطفو فَوْقه بل يُعينهُ على البروز والنفاذ وَلَا يَتَحَرَّك عَن الامتلائية لِأَن ذَلِك ينشر فِي الْبدن أخلاطاً نِيَّة تورث الفالج والسدد وَلَا يشرب المَاء الْبَتَّةَ وخاصة الْبَارِد بعد كل حَرَكَة شَدِيدَة ينهزم النَّفس مثل النِّكَاح والرياضة وَالْحمام والتعب وَالْحَرَكَة وَالْقَبْض وَالْغَضَب وَإِخْرَاج الدَّم وَفِي الْجُمْلَة عِنْد كل حَالَة ترخى الْجَسَد وتفتح مجاريه.

شرك قَالَ: إِذا أكل الْإِنْسَان بِالْغَدَاةِ وَلم ينهضم بل فسد فَإِن أكل على طَعَام فَاسد جَمِيعًا فَلذَلِك لَا يجب أَن ألف ي يَأْكُل طَعَاما الْبَتَّةَ حَتَّى يستمرئ الَّذِي قبله وليرفق بالمعدة فَإِن صَلَاحهَا صَلَاح جَمِيع الْجَسَد.

من كتاب اهرن: قَالَ: عمَّة الأستنرار انك إِذا تجشيت كَانَ جشاؤك ريح لَهُ وَطعم وَيكون قَلْبك فَرحا وجسمك فَإنَّك قد استمرأت استمراء صَحِيحا وَهُوَ أَجود الْأَوْقَات كلهَا. وَأَيّمَا رجل كَانَت معدته ضَعِيفَة الهضم فاسقة فِي الصَّيف بعد أكله قدح مَاء بَارِد وَفِي الشتَاء قدح مَاء حَار. لي ينظر فِي شرب المَاء الْحَار على الطَّعَام.

الطَّبَرِيّ قَالَ: اجْتنب التخم فَإِنَّهَا أصل كل دَاء فَإِن أتخمت فَخذ الجوارشنات فَإِن علمت أَن تِلْكَ تخمة عَظِيمَة غَلِيظَة عتيقة فَخذ دَوَاء الْمَشْي فَإِنَّهُ لَا تنقي هَذِه التخم بالجوارشنات وَيسلم مِنْهَا إِلَّا بدواء الْمَشْي.

اريباسوس قَالَ: إِن أَكثر مكثر من الطَّعَام وَالشرَاب فِي حَاله فلتقيئه فَإِنَّهُ يدْفع التخم ومضرة)

الشَّرَاب.

روفش إِلَى الْعَوام قَالَ: لَا يَنْبَغِي أَن تتقيأ وشربت شرابًا قَلِيلا لِأَن ذَلِك ضار جدا بل يَجْعَل يَوْم الْقَيْء إِذا شربت الْكثير قَالَ: وَلَا تشرب على طَعَام حريف فَإِنَّهُ رَدِيء. لي الْأكل الوافي تسخن الْمعدة بعده وَلَا يحْتَملهُ شئ من الْفُصُول إِلَّا الشتَاء لِأَنَّهُ فِي هَذَا الْفَصْل ينْتَفع بِهِ لِأَن الْجَسَد يسخن بعده فيعتدل وَأما فِي الصَّيف فَإِنَّهُ لَا ينهضم وَيجب أَن يُؤْكَل قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يتملأ ضَرْبَة الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ يهيج مثل الْحمى وَهُوَ فِي الخريف أردأ وأشر وَفِي الخريف خَاصَّة يجب أَن يشرب على الطَّعَام أَو بعده بِشَيْء قَلِيل وَيشْرب من الْخمر الصّرْف فَإِن المَاء الْبَارِد رَدِيء فِي هَذَا الْفَصْل وَلَا يَأْكُل الْفَوَاكِه وَلَا يشتهيها ألف ي وَهُوَ أبلغ شَيْء فِي حفظ الصِّحَّة وَأَن بدنه يرطب وَلَا تهيج فِيهِ حراقة الأخلاط الْمُحْتَرِقَة.

وَبِالْجُمْلَةِ فالشراب فِي هَذَا الْفَصْل دَوَاء ضَرُورَة فَأَما فِي الرّبيع فَإِنَّهُ رَدِيء لِأَنَّهُ يزِيد

<<  <  ج: ص:  >  >>