قَالَ: أَنْوَاع الوجع: الناخس والتمدد الَّذِي مَعَ خدر وَالَّذِي مَعَ ثقل وَالَّذِي يغرز يثقب وَيَأْكُل وَالَّذِي يكون دَائِما وَالَّذِي يكون لَهُ فترات ألف ي وَالَّذِي يكون مستوياً أَو مُخْتَلفا والقليل وَالْكثير. لي يجب أَن يضم كل وَاحِد من هَذِه إِلَى سَببه.
من كتاب الفصد قَالَ: حُدُوث الوجع فِي الأغشية يحس الْإِنْسَان كَأَنَّهُ ينخس مِنْهُ فِي مَرْكَز ذَلِك الْموضع العليل ثمَّ إِن ذَلِك يتَأَدَّى بعد ذَلِك إِلَى جَمِيع الْمُحِيط بذلك المركز.
الثَّانِيَة من أفيذيميا: قَالَ: رَأَيْت أَقْوَامًا احتملوا أفيوناً فِي المقعدة ليسكن أوجاعاً كَانَت بهم فَقَتلهُمْ.
السَّادِسَة من الثَّانِيَة قَالَ: قد استعملنا المحجمة مرَارًا كَثِيرَة فسكنا بهَا أوجاعاً كَانَت فِي الْبَطن وَالْجنب على الْمَكَان وَبِالْجُمْلَةِ كل وجع يظنّ أَن سَببه كَثَافَة ريح يمْنَعهَا من التَّحَلُّل فِي الْأَجْسَام الَّتِي هِيَ محتقنة فِيهَا فَاسْتعْمل المحجمة الصماء وَهِي المحاجم بالنَّار.
الرَّابِعَة من الثَّانِيَة قَالَ: إِذا عرض فِي بعض الْأَعْضَاء وجع فَانْظُر هَل حدث من خَارج وَذَلِكَ أَنه كثيرا مَا يَتَحَرَّك الوجع من حَرَكَة توهنه أَو ينَام عَلَيْهِ وشكله على غير مَا يجب فيوهنه أَو يقلبه ويديره قلباً ردياً وشديداً دفْعَة وَقد ناله برد فَيبلغ إِلَيْهِ الْفَسْخ والالتواء خَاصَّة فِيمَن مزاجه يَابِس أنكأ وَمن هَؤُلَاءِ أَيْضا للكهول والشيوخ هَذِه الْأَشْيَاء كلهَا فَإِذا لم يكن سَبَب)
فَانْظُر فِي تَدْبيره الْمُتَقَدّم هَل اسْتعْمل على مَا يجب أَن يجْتَمع مِنْهُ خلط مَا بِعَيْنِه أَو امتلاء أَو انْقَطع عَنهُ استفراغ كَانَ يعتاده فَإِن كَانَ شَيْء من ذَلِك فَإِن كَانَ سَبَب الوجع فضلا فبادر فِي استفراغه أَولا ثمَّ اقصد الْعُضْو الوجع بِمَا يمْنَع عَنهُ لِأَنَّك إِن قصدت بالمائعات إِلَى الْعُضْو قبل الاستفراغ لم تأمن أَن ترد على عُضْو شرِيف وَكَذَلِكَ فَلَا تقدم على التكميد والتسخيف قبل الاستفراغ لأَنا لَا نَأْمَن أَن يكثر الجذب إِلَيْهِ فَإِن كَانَ مَا تقدم من التَّدْبِير لَا يدلك على أَن فِي الْبدن ألف ي امتلاء فَلَا عَلَيْك أَن تستعل التكميد والأدوية المسكنة أَعنِي الحارة الرّطبَة فَإِن لم يسكن الوجع بِهَذِهِ فاستفرغ الْبدن وخاصة إِن زَاد الوجع من