للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فِي الْبدن يبرؤ الوسواس السوداوي وَإِمَّا المراقية فَخذ فِي تَدْبِير الكبد لِئَلَّا يكثر تولد السَّوْدَاء فِيهَا فَإِن لم يتهيأ فَعَلَيْك بإدمان الاستفراغ للخلط الْأسود بالإسهال ثمَّ جوارشات تسهل السَّوْدَاء وتقوى فَم الْمعدة ويحط النفخ إِذا أدمنتها فِي أَيَّام الرَّاحَة كالمتخذ من الهليلج الْأسود والإفتيمون والكندر وقوفم الْمعدة كل يَوْم بالافسنتين والكندر فَإِذا فسد الطَّعَام لِئَلَّا يخالط الطَّعَام فلتقيئه ثمَّ يَأْكُل بعد استنظاف الأول وقيئه قبل الطَّعَام لِئَلَّا يخالط الطَّعَام مَا قد سبق وسال وخاصة مَتى أحس بالحموضة قبل الطَّعَام واعطه الأغذية الحلوة الدسمة وَلَا تُفَارِقهُ إسهال السَّوْدَاء وفصد الباسليق والمحاجم على الطحال والأدوية المحمرة.

السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ إِن الطحال إِذا كَانَت فِيهِ علل وَدفع عَن نَفسه فضلا رديا فَرُبمَا صبه إِلَى فَم الْمعدة فأحدث الماليخوليا قَالَ إِن الطحال إِذا صب إِلَى فَم الْمعدة فضلا سوداويا أورث كآبة والوسواس السوداوي وَرُبمَا يهيج الشَّهْوَة وَرُبمَا لم تهج بِهِ وأفسد الهضم فِي الْحَالين جَمِيعًا من قوى النَّفس قَالَ فِي الماليخوليا يغلب على النَّفس بَغْتَة الْهم والفزع واليأس من الْخَيْر ويعرض أضداد ذَلِك من سَبَب ضد ذَلِك جَوَامِع الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة ألف قَالَ إِذا كَانَ الدِّمَاغ قد اجْتمع فِيهِ خلط سوداوي فَحِينَئِذٍ نق الْبدن بالخربق الْأسود لي هَذَا هُوَ مَا)

قَالَ جالينوس يحْتَاج إِلَى علاج أقوى من هَذَا وَإِذا كَانَ يصير إِلَيْهِ هَذَا الْخَلْط من الْمعدة فعلامته أَن تخف أعراضه إِذْ أحس استمراء وبالضد وَكَثْرَة الجشاء والقراقر والبزاق والالتهاب والوجع بَين الْكَتِفَيْنِ والوجع البلغمي والمراري.

وَإِن كَانَ جَمِيع دَمه سوداويا فافصده وَتعلم أَن الدَّم السوداوي فِي الدِّمَاغ وَحده وَلَيْسَ الوسواس عَن جَمِيع الدَّم الَّذِي فِي الْبدن وَلَا مراقى من أَن لَا يكثر أعراضه وَلَا يقوى بعقب التخم وَلَا يخف بعقب حسن الاستمراء وَلَا الْبدن مِمَّا يُولد سَوْدَاء وَلَا دَمه إِذا فصدته أسود وَيكون قد تقدم ذَلِك هم أَو سهر ويعرض كثيرا للشمس ويداوى هَذَا النَّوْع بالحمام بِالْمَاءِ العذب الفاتر وترطيب الرَّأْس بالأغذية الجيدة الْخَلْط.

وَمَا كَانَ من الْعُرُوق فبالفصد والمراقية بالحقن وَفِي بَاب الصرع دَوَاء عَجِيب للماليخوليا.

السَّادِسَة من الْفُصُول قَالَ كَانَ رجل يجْرِي مِنْهُ دم بواسير فاحتبس فَحدث مِنْهُ وسواس سوداوي فاستفرغته أخلاطاً سوداويا فبرأ ثمَّ كنت استفرغه أبدا مِنْهَا إِذا شعر بِالْعِلَّةِ فيسكن عَنهُ مَعَ استفراغها مَا كَانَ بَدَأَ بِهِ من ذَلِك الوسواس ويستفيد بالإسهال معينا لاستفراغ الْخَلْط الْأسود وَكَانَ الدَّوَاء يفتح بواسيره أَيْضا فَيجْرِي مِنْهُ الدَّم الردى ليقال فِي أَن قوى النَّفس أقوى يجب مِنْهُ أَن يشرب الشَّرَاب بإعتدال عِنْد الماليخوليا وَلَا شَيْء افضل لَهُ مِنْهُ وَلَا علاج أبلغ فِي رفع الماليخوليا من الأشغال الاضطرارية الَّتِي فِيهَا مَنَافِع أَو مَخَافَة عَظِيمَة تملأ النَّفس وتشغلها جدا والأسفار والنقلة فَإِنِّي رَأَيْت الْفَرَاغ أعظم شَيْء فِي توليده والفكر فِيمَا

<<  <  ج: ص:  >  >>