للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكاتب، ثم لم يلقه ولا لقى تلك الحروب في عامة تلك الأيام إلا رجال ولد العباس بأنفسهم، ولا قام بأثر الدولة إلا مشايخهم كعبد الله بن علي، وصالح إبن علي، وداود بن علي، وعبد الصمد بن علي، وقد لقيهم المنصور نفسه.

قال: وتفخر هاشم أيضا عليهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدق: «نقلت من الأصلاب الزاكية الى الأرحام الطاهرة وما افترقت فرقتان إلا كنت في خيرهما» . وقوله: «بعثت من خيرة قريش» . ومعلوم أن بني عبد مناف افترقوا فكانت هاشم والمطلب يدا، وعبد شمس ونوفل يدا.

[١٣- مفاخر هاشم بعد الاسلام: الفخر بكثرة الولد]

قال: وإن كان الفخر بكثرة العدد، فإنه من أعظم مفاخر العرب، فولد علي بن عبد الله بن العباس اليوم مثل جميع بني عبد شمس. وكذلك ولد الحسين بن علي بن أبي طالب. هذا مع قرب ميلادهما. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «شوهاء ولود خير من حسناء عقيم» . وقال: «أنا مكاثر بكم الأمم» . وقد روى الشعبي عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم من سفر فأراد الرجال أن يطرقوا النساء ليلا فقال: «أمهلوا حتى تمتشط الشّعثة وتستجد المغيبة، فإذا قدمتم فالكيس الكيس» . قالوا: ذهب إلى طلب الولد. وكانت العرب تفخر بكثرة الولد وتمدح الفحل القبيس وتذم العاقر والعقيم. قال عامر بن الطفيل يعني نفسه:

لبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا ... جبانا فما عذري لدى كلّ محضر

وقال علقمة بن علاثة يفخر على عامر: آمنت وكفر، ووفيت وغدر، وولدت وعقر وقال الزّبرقان:

فاسأل بني سعد وغيرهم ... يوم الفخار فعندهم خبري

أيّ امرىء أنا حين يحضرني ... رفد العطاء وطالب النّصر

<<  <   >  >>