للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالوا: ومنا سليمان بن عبد الملك الذي هدم الديماس ورد المسيّرين وأخرج المسجونين وترك القريب واختار عمر بن عبد العزيز، وكان سليمان جوادا خطيبا جميلا صاحب سلامة ودعة وحب للعافية وقرب من الناس حتى سمي المهدي وقيلت الأشعار في ذلك.

قالوا: ولنا عمر بن عبد العزيز شبيه عمر بن الخطاب، قد ولده عمر وباسمه سمى، وهو أشج قريش المذكور في الآثار المنقولة، العدل في أشد الزمان، وظلف نفسه بعد اعتياد النعم حتى صار مثلا ومفخرا. وقيل للحسن:

أما رويت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزداد الزمان إلا شدة والناس إلا شحا ولا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق» ؟ قال: بلى. قيل: فما بال عمر بن عبد العزيز وعدله وسيرته؟ فقال: لا بد للناس من متنفس. وكان مذكورا مع الخطباء ومع النساك ومع الفقهاء.

قالوا: ولنا ابنه عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز، كان ناسكا زكيا طاهرا، وكان من أتّقى الناس وأحسنهم معونة لأبيه، وكان كثيرا ما يعظ أباه وينهاه.

قالوا: ولنا من لا نظير له في جميع أموره، وهو ضاحب الأعواص اسماعيل ابن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص، وهو الذي قال فيه عمر بن عبد العزيز: لو كان إليّ من الأمر شيء لجعلتها شورى بين القاسم بن محمد وسالم بن عبد الله، وصاحب الأعواص.

قالوا: ومن نساكنا أبو حراب من بني أمية الصغرى، قتله داود بن علي.

ومن نساكنا يزيد بن محمد بن مروان، كان لا يهدب ثوبا ولا يصبغه ولا يتخلق بخلوق ولا اختار طعاما على طعام ما أطعم أكله، وكان يكره التكلف وينهى عنه. قالوا: ومن نساكنا أبو بكر بن عبد العزيز بن مروان، أراد عمر أخوه أن يجعله ولي عهده لما رأى من فضله وزهده، فسما جميعا. ومن نساكنا عبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عفان، كان يصلي كل يوم ألف ركعة وكان كثير

<<  <   >  >>