للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فبعث عمر بن عبد العزيز الى العباس بن الوليد: إما أن تردها إلى أهلها وإما أن تتزوجها. قال قائل ذات يوم للمؤمل: يا ابن الخلائف الأربعة! قال:

ويلك، من الرابع؟ قال: قطري. فأما الثلاثة فالوليد وعبد الملك ومروان، وأما قطري فبويع بالخلافة. وفيه يقول الشاعر:

وابوا نعامة سيّد الكفّار

قالوا: ومن أين صار محمد بن علي بن عبد الله بن العباس أحق بالدعوة والخلافة من سائر إخوته؟ ومن أين كان له أن يضعها في بنيه دون أخوته، وكيف صار بنو الأخ أحق بها من الأعمام! قالوا: إن يكن هذا الأمر إنما يستحق بالميراث فالأقرب إلى العباس أحق، وإن كان بالسن والتجربة فالعموم بذلك أولى!

[٢٢- مفاخر امية قبل الإسلام]

قالوا: فقد ذكرنا جملا من حال رجالنا في الاسلام. وأما الجاهلية، فلنا الأعياص، والعنابس، ولنا ذو العصابة أبو أحيحة سعيد بن العاص، كان إذا أعتم لم يعتم بمكة أحد، ولنا حرب بن أمية رئيس يوم الفجار، ولنا أبو سفيان بن حرب رئيس أحد والخندق وسيد قريش كلها في زمانه. وقال أبو الجهم بن حذيفة العدوى لعمر- حين رأى العباس وأبا سفيان على فراشه دون الناس-: ما نرانا نستريح من بني عبد مناف على حال؟ قال عمر: بئس أخو العشيرة أنت؟ هذا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا سيد قريش! قالوا: ولنا عتبة بن ربيعة، ساد مملقا ولا يكون السيد إلا مترفا، لولا ما رأوا عنده من البراعة والنبل والكمال، وهو الذي تحاكمت بجيلة وكلب في منافرة جرير والفرافصة وتراهنوا بسوق عكاظ وضعوا الرّهن على يده دون جميع من شهد على ذلك المشهد. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم- ونظر إلى قريش مقبلة يوم بدر-: إن يكن منهم عند أحد خير فعند صاحب الجمل

<<  <   >  >>