للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هاشم على وجه الدهر إلا ونحن أكفاء وأمرنا واحد؟ وقد سمعتم إسحق بن عيسى يقول لمحمد بن الحارث أحد بني عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد: لولا حي أكرمهم الله بالرسالة لزعمت أنك أشرف الناس. أفلا ترى أنه لم يقدم علينا رهطه إلا بالرسالة؟

[٣٤- جواب هاشم الأخير: لا تسوية بيننا]

قالت هاشم:

قلتم: لولا أنا كنا أكفاءكم لما أنكحتمونا نساءكم. فقد نجد القوم يستوون في حسب الأب ويتفرقون في حسب الأنفس. وربما استووا في حسب أبي القبيلة كاستواء قريش في النضر بن كنانة، ويختلفون كاختلاف كعب بن لؤى وعمر بن لؤى، وكاختلاف أبناء قصي عبد مناف وعبد الدار وعبد العزي.

والقوم قد يساوي بعضهم بعضا في وجوه ويفارقونهم في وجوه ويستجيزون بذلك القدر مناكحتهم وإن كانت معاني الشرف لم تتكامل فيهم كما تكاملت فيمن زوجهم. وقد يزوج السيد ابن أخيه وهو حارض بن حارض، على وجه صلة الرحم فيكون ذلك جائزا عندهم. ووجوه في هذا الباب كثيرة. فليس لكم أن تزعموا أنكم أكفاؤنا من كل وجه وإن كنا قد زوجناكم وساويناكم في بعض الآباء والأجداد وبعد، فأنتم في الجاهلية والإسلام قد أخرجتم بناتكم إلى سائر قريش وإلى سائر العرب: أفتزعمون أنهم أكفاؤكم عينا بعين؟

وأما قولكم إن الحيين كان يقال لهما عبد مناف. فقد كان يقال لهما ايضا مع غيرهما من قريش وبنيها: بنو النضر. وقال الله تعالى: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ

فلم يدع النبي صلى الله عليه وسلم أحدا من بني عبد شمس، وكانت عشيرته الأقربون بني هاشم وبني عبد المطلب، وعشيرته فوق ذلك عبد مناف، وفوق ذلك قصي. ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أتي بعبد

<<  <   >  >>