للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله بن عامر بن كريز بن حبيب بن شمس، وأم عامر بن كريز أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم قال: هذا أشبه بنا منه بكم. ثم تفل في فيه فازدرده، فقال: أرجو أن تكون مسقيا. فكان كما قال: ففي قوله: هو أشبه بنا منه بكم. خصلتان إحداهما أن عبد شمس وهاشما لو كانا شيئا واحدا كما أن بني عبد المطلب شيء واحد لما قال هو بنا أشبه به منكم. والأخرى إن في هذا القول تفضيلا لبني هاشم على بني عبد شمس، ألا ترون أنه خرج خطيبا جوادا نبيلا وسيدا مسقيا له مصانع وآثار كريمة! لأنه قال: هو بنا أشبه به منكم؟.

وأتى عبد المطلب بعامر بن كريز- وهو ابن ابنته أم حكيم البيضاء- فتأمله وقال:

وعظام هاشم ما ولدنا ولدا أحرض منه. فكان كما قال. ولم يقل: وعظام عبد مناف. لأن شرف جده عبد مناف له فيه شركاء، وشرف هاشم أبيه خالص له.

وأما ما ذكرتم من قول أبي سفيان وخالد بن سعيد: أرضيتم معشر بني عبد مناف أن تلي عليكم تيم؟ فهذه الكلمة كلمة تحريض وتهييج، فكان الأبلغ فيما يريد من اجتماع قلوب الفريقين أن يدعوهم لأب وأن يجمعهم على واحد، وإن كانا مفترقين. وهذا المذهب سديد وهذا التدبير صحيح. قال معاوية بن صعصعة للأشهب بن رميلة وهو نهشلي، وللفرزدق بن غالب وهو مجاشعي، ولمسكين بن أنيف وهو عبدلي: أرضيتم معشر بني دارم أن يسب آباءكم ويشتم أعراضكم كلب بني كلب؟ وإنما نسبهم إلى دارم الأب الأكبر المشتمل على آباء قبائلهم ليستووا في الحمية ويتفقوا على الأنف، وهذا في مثل هذا الموضع تدبير صحيح.

قالوا: ويدل على ما قلنا ما قاله الشعراء في هذا الباب قبل مقتل عثمان وقبل صفين. قال حسان بن ثابت لأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:

وأنت منوط نيط في آل هاشم ... كما نيط خلف الرّاكب القدح الفرد

ولم يقل: نيط في آل عبد مناف! وقال آخر:

<<  <   >  >>