للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واستطاعوا اخيرا ان يعلنوا الثورة على الامويين ويقوضوا احكمهم سنة ٧٥٠ م ويبطشوا ببني امية بطشا شديدا. وقد انقسم الهاشميون فرعين: ابناء علي بن أبي طالب، وابناء العباس عم النبي وكل منهما كان يدعو لنفسه ويدعي انه احق بالخلافة من الآخر. وقد اطلق على ابناء علي اسم العلويين وسمى انصارهم بالشيعة. واطلق على ابناء العباس اسم العباسيين. وقد استطاع العباسيون الاستئثار بالسلطة دون العلويين وتأسيس دولتهم الشامخة القوية التي عاشت نحو خمسة قرون من الزمان وانتهت على يد المغول سنة ١٢٥٦ م.

وإبان الحكم العباسي لم يكف انصار الامويين عن النضال في سبيل السلطة والقضاء على الدولة العباسية. وكان هذا النضال يتخذ شكل الدعاية الفكرية السرية، او شكل الثورات العلنية الدموية. ويبدو من رسائل الجاحظ أن انصار الأمويين نشطوا في القرن التاسع الذي عاش فيه الجاحظ فكان يطلق عليهم اسم النابتة او العثمانية او العمرية او البكرية. فبادر العباسيون للرد عليهم ونقض حججهم، ولا سيما المأمون والمعتصم وتطوع الجاحظ للاضطلاع بمهمة الرد.

فكتب عدة رسائل حول هذا الموضوع، منها رسالة النابتة، ومنها رسالة العباسية، ومنها رسالة فضل هاشم على عبد الشمس. وقد فعل ذلك تقربا من العباسيين اصحاب السلطان.

وقد تكلمنا على رسالة النابتة في مقدمة رسائل الجاحظ الكلامية وقلنا ان الثابتة ينتصرون لبني امية ويحنون الى دولتهم، ويزينون أعمالهم ويدعون لهم.

فرد عليهم الجاحظ مبينا سيئاتهم وتهافت حجج انصارهم النابتة.

اما رسالة العباسية فقد وضعها الجاحظ ليبين ان العباسيين احق بالخلافة من سواهم. وبما أنهم أسندوا هذا الحق الى الوراثة، لذا يركز الجاحظ على هذا المبدأ ليوضح صحته. لقد اعتبر العباسيون الخلافة ارثا تحدر اليهم عن النبي، وهم احق بذلك الأرث من ابناء فاطمة بنت النبي لأن البنات لا يرثن الآباء، بينما الاعمام واولاد الاعمام يرثون.

<<  <   >  >>