للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخ لي كأيّام الحياة إخاؤه ... تلوّن ألوانا عليّ خطوبها

إذا عبت منه خلّة فتركته ... دعتني إليه خلّة لا أعيبها

وقال بشّار:

إذا كنت في كلّ الأمور معاتبا ... خليلك لم تلق الذي لا تعاتبه

فعش واحدا أو صل أخاك فإنّه ... مقارف ذنب مرّة ومجانبه

إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ... ظمئت وأيّ الناس تصفو مشاربه

وقال مطيع بن إياس اللّيثيّ:

ولئن كنت لا تصاحب الّا ... صاحبا لا تزلّ، ما عاش، نعله

لم تجده ولو جهدت وأنّى ... بالذي لا يكون يوجد مثله

وقال محمد بن سعيد، وهو رجل من الجند:

سأشكر عمرا إن تراخت منيّتي ... أيادي لم تمنن وإن هي جلّت

فتى غير محجوب الغنى عن صديقه ... ولا مظهر الشّكوى إذا النعل زلّت

رأى خلّتي من حيث يخفى مكانها ... فكانت قذى عينيه حتى تجلّت

فإذا كان الخلطاء من جمهور الناس، وأصحاب المعايش من دهماء الجماعة، يرون ذلك واجبا وتدبيرا في التعامل، على ما هم فيه من مشاركة الخطأ للصواب، وامتزاج الضّعف بالقوّة، فلسنا نشكّ أنّ الامام الأكبر والرّئيس الأعظم، مع الأعراق الكريمة والأخلاق الرفيعة، والتّمام في الحلم والعلم، والكمال في الحزم والعزم، مع التمكين والقدرة، والفضيلة والرّياسة [والسّيادة] ، والخصائص التي معه من التّوفيق والعصمة، والتأييد وحسن المعونة، أنّ الله جلّ اسمه لم يكن ليجلّله باسم الخلافة، ويحبوه بتاج الإمامة، وبأعظم نعمة وأسبغها، وأفضل كرامة وأسناها، ثم وصل طاعته بطاعته، ومعصيته بمعصيته، إلّا ومعه من الحلم في موضع الحلم، والعفو في موضع العفو، والتّغافل في موضع التّغافل، ما لا يبلغه فضل ذي فضل،

<<  <   >  >>