للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من يقول بها ويترك السنن والنوافل ويعلم العلم النافع لجمعيته.

والحق أن الجمعية حظ القلب، وإجابة داعى الله حق الرب فمن آثر حق نفسه على حق ربه فليس من العبادة في شىء «١» .

الصنف الثالث: رأوا أن أفضل العبادات ما كان فيه نفع متعد فرأوه أفضل من النفع القاصر، فرأوا خدمة الفقراء والاشتغال بمصالح الناس وقضاء حوائجهم ومساعدتهم بالجاه والمال والنفع أفضل لقوله صلى الله عليه وسلّم: «الخلق عيال الله «٢» وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله» «٣» . قالوا: وعمل العابد قاصر على نفسه، وعمل النفاع متعد إلى الغير، فأين أحدهما من الآخر، ولهذا كان «فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب» «٤» ، وقد قال صلى الله عليه وسلّم لعلى: «لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم» «٥» ، وقال: «من دعا إلى

<<  <   >  >>