للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحكى أن عبد المؤمن بن على القيسى الكومى «١» القائم بدولة الموحدين، أتباع أبى عبد الله محمد بن تومرت، ببلاد المغرب، نام ذات يوم بالنهار- وهو صبى- تجاه أبيه، وأبوه قائم يعمل آنية الفخار فسمع أبوه دويا من السماء فرفع رأسه، فرأى سحابة سوداء من النحل قد هوت على الدار، فنزلت كلها على عبد المؤمن وهو نائم فغطته، ولم يظهر من تحتها، ولا استيقظ! فرأته أمه على تلك الحال، فصاحت وخافت عليه، فسكتها أبوه، فقالت: «أخاف عليه» فقال: «لا بأس عليه، وإنى لمتعجب مما يدل عليه هذا» . ثم إنه غسل يده من الطين، ولبس ثيابه، ووقف ينظر ما يكون من أمر النحل، فطار عنه بأجمعه، واستيقظ الصبىّ وما به من ألم» ! فتفقدت أمّه جسده، فلم تر به أثرا، ولم يشك إليها ألما، وكان بالقرب منهم رجل معروف بالزجر فمضى إليه أبو عبد المؤمن، وأخبره بما رآه من النحل مع ولده، فقال:

«يوشك أن يكون له شأن، ويجتمع على طاعته أهل المغرب» فكان من أمر عبد المؤمن ما هو معروف» «٢» .

ويقال: أوّل من أوقد الشمع، واستصبح به: جذيمة «٣» الأبرش، وهو أيضا أول من نصب المجانيق في الحرب.

وأول من اتخذ الشمع الغلاظ التى فيها الأمنان «٤» : الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان «٥» ، ثم صالح بن على بن عبد الله بن عباس «٦» بمصر. وإنما

<<  <   >  >>