للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحدا أكمل مِنْهُ وَقد اجْتمع فِيهِ زهد وَفقه وَفضل وَأَشْيَاء كَثِيرَة وَقَالَ قُتَيْبَة هُوَ إِمَام الدُّنْيَا فِي زَمَانه

قَالَ عبد الله بن أَحْمد سَمِعت أَبَا زرْعَة يَقُول كَانَ أَبوك يحفظ ألف ألف حَدِيث وَمَا رَأَتْ عَيْنَايَ مثله قيل فِي الْعلم قَالَ فِي الْعلم والزهد وَالْفِقْه وَجَمِيع الْحَسَنَات قَالَ أَبُو دَاوُد لقِيت نَحْو مِائَتي رجل من الْمَشَايِخ فَمَا وجدت أحدا مثله وَقَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ لَيْسَ فِي أَصْحَابنَا أحد أحفظ من أَحْمد لأحاديث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ كَانَ الله جمع لَهُ علم الْأَوَّلين والآخرين وَقَالَ إِسْحَاق أَحْمد حجَّة بَين الله وخلقه وَقَالَ الشَّافِعِي أَحْمد إِمَام فِي ثَمَان خِصَال إِمَام فِي الحَدِيث إِمَام فِي الْفِقْه إِمَام فِي الْقُرْآن إِمَام فِي اللُّغَة إِمَام فِي السّنة إِمَام فِي الزّهْد إِمَام فِي الْوَرع إِمَام فِي الْفقر وَقَالَ أَبُو ثَوْر أجمع الْمُسلمُونَ على أَحْمد بن حَنْبَل وَكنت إِذْ رَأَيْته خيل إِلَيْك أَن الشَّرِيعَة لوح بَين عَيْنَيْهِ

وَقَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ إِن الله عز وَجل أعز هَذَا الدّين برجلَيْن لَيْسَ لَهما ثَالِث أَبُو بكر يَوْم الرِّدَّة وَأحمد يَوْم المحنة وَمَا قَامَ أحد بِأَمْر الْإِسْلَام بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا قَامَ أَحْمد لِأَنَّهُ قَامَ وَلَا أعوان لَهُ

وَقَالَ عَليّ بن شُعَيْب الطوسي كَانَ أَحْمد عندنَا الْمثل الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ فِي أمتِي مَا كَانَ فِي بني إِسْرَائِيل حَتَّى أَن الْمِنْشَار لَو وضع على مفرق رَأسه مَا يصرفهُ ذَلِك عَن دينه وَلَوْلَا أَحْمد بن حَنْبَل قَامَ بِهَذَا الشَّأْن لَكَانَ عارا علينا يَوْم الْقِيَامَة وأصل أَمر المحنة على اخْتِصَار أَن القَاضِي أَحْمد بن دَاوُد أحد رُؤَسَاء الْمُعْتَزلَة دس إِلَى الْمَأْمُون القَوْل بِخلق الْقُرْآن إِلَى أَن رسخ ذَلِك فِي قلبه وَأجْمع رَأْيه فِي سنة ثَمَانِي عشرَة وَمِائَتَيْنِ على الدُّعَاء عَلَيْهِ وَكتب إِلَى نَائِبه على بَغْدَاد اسحاق بن إِبْرَاهِيم الْخُزَاعِيّ فِي امتحان الْعلمَاء وَحَملهمْ على القَوْل بِخلق الْقُرْآن بقهر السَّيْف إِن لم يجيبوا طَوْعًا فَكَانَ مِنْهُم وارى وَمِنْهُم من وري وَمِنْهُم من أجَاب تقية وَمِنْهُم من صمم على مُعْتَقد الْحق فرزق الشَّهَادَة وَأمره أَن يشخص إِلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم أَحْمد بن حَنْبَل

<<  <   >  >>