للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عل عهد سُلَيْمَان غزا الْمغرب ودوخه وَكَذَلِكَ ذكر مثله عَن يَاسر ابْنه من بعده وَأَنه بلغ وَادي الرمل من بِلَاد الْمغرب وَلم يجد فِيهِ مسلكا لِكَثْرَة الرمل فَرجع وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ فِي تبع الآخر وَهُوَ أسعد أَبُو كرب وَكَانَ على عهد بشتاسف من مُلُوك الْفرس الكيانية أَنه ملك الْموصل وأذربيجان وَلَقي التّرْك فَهَزَمَهُمْ وأثخن ثمَّ غزاهم ثَانِيَة وثالثة كَذَلِك وأغزى ثَلَاثَة من بنيه بِلَاد فَارس وَإِلَى بِلَاد الصغد من أُمَم التّرْك ووراء النَّهر وَإِلَى بِلَاد الرّوم فَملك الأول الْبِلَاد إِلَى سَمَرْقَنْد وَقطع المفاوز إِلَى الصين وَرجع بالغنائم وَترك بالصين قبائل من حمير فهم بهَا إِلَى هَذَا الْعَهْد

وَهَذِه الْأَخْبَار كلهَا بعيدَة عَن الصِّحَّة عريقة فِي الْوَهم والغلط وأشبه بِأَحَادِيث الْقَصَص الْمَوْضُوعَة كَمَا بَينهَا ابْن خلدون فِي تَارِيخه

تَفْسِير سُورَة الْفجْر

وَأبْعد من ذَلِك وأعرق فِي الْوَهم مَا يتناقله الْمُفَسِّرُونَ فِي تَفْسِير سُورَة الْفجْر فِي قَوْله تَعَالَى {ألم تَرَ كَيفَ فعل رَبك بعاد إرم ذَات الْعِمَاد} فيجعلون لَفْظَة أرم أَسمَاء للمدينة وصفت بِأَنَّهَا ذَات عماد أَي أساطين وينقلون أَنه كَانَ لعاد بن عوص بن أرم ابْنَانِ هما شَدِيد وَشَدَّاد ملكا من بعده وَهلك شَدِيد فخلص الْملك لشداد ودانت لَهُ مُلُوكهمْ وَسمع وصف الْجنَّة فَقَالَ لأبنين مثلهَا فَبنى مَدِينَة أرم فِي صحاري عدن فِي مُدَّة ثَلَاثمِائَة سنة وَكَانَ عمره تِسْعمائَة سنة وَأَنَّهَا مَدِينَة عَظِيمَة قُصُورهَا من الذَّهَب وأساطينها من الزبرجد والياقوت وفيهَا أَصْنَاف الشّجر والأنهار المطردة وَلما تمّ بناؤها سَار إِلَيْهَا بِأَهْل مَمْلَكَته حَتَّى إِذا كَانَ مِنْهَا على مسيرَة يَوْم وَلَيْلَة بعث الله عَلَيْهِم صَيْحَة من السَّمَاء فهلكوا كلهم ذكر ذَلِك الطَّبَرِيّ والثعالبي والزمخشري وَغَيرهم من الْمُفَسّرين

وينقلون عَن عبد الله بن قلَابَة من الصَّحَابَة أَنه خرج فِي طلب إبل لَهُ فَوَقع عَلَيْهَا وَحمل مِنْهَا مَا قدر عَلَيْهِ وَبلغ خَبره إِلَى مُعَاوِيَة فَأحْضرهُ وقص عَلَيْهِ فبحث عَن كَعْب الْأَحْبَار وَسَأَلَهُ عَن ذَلِك فَقَالَ هِيَ

<<  <   >  >>