للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَأما متوشلح بن إِدْرِيس فَإِنَّهُ توفّي لمضي سِتّمائَة من عمر نوح وَذَلِكَ عِنْد ابْتِدَاء مَجِيء الطوفان وَكَانَ عمره ٩٦٩ وَولد للامخ نوح وَكَانَت وِلَادَته بعد أَن مُضِيّ ألف وسِتمِائَة وَاثْنَتَانِ وَأَرْبَعُونَ سنة من هبوط آدم وَتُوفِّي فِي زَمَنه مهلائيل وَكَانَ لَهُ من الْعُمر ٨٩٥ وَأَيْضًا يرد وعمره ٩٢٦ وَلما صَار لنوح خَمْسمِائَة سنة من الْعُمر ولد لَهُ سَام وَحَام وَيَافث وَلما مضى من عمر نوح سِتّمائَة سنة كَانَ الطوفان وَذَلِكَ لمضي أَلفَيْنِ وَمِائَتَيْنِ واثنتين وَأَرْبَعين سنة من هبوط آدم وعاش بعد الطوفان ثَلَاثمِائَة وَخمسين سنة فَكَانَت جملَة ذَلِك تِسْعمائَة وَخمسين سنة ألف سنة إِلَّا خمسين عَاما وَهَذَا نَص الْمُصحف الْكَرِيم وَكَذَا وَقع التَّوْرَاة بِعَيْنِه

قَالَ ابْن الْكثير فِي الْكَامِل أَن الله تَعَالَى أرسل نوحًا إِلَى قومه وَقد اخْتلف فِي ديانتهم وَأَصَح ذَلِك مَا نطق بِهِ الْكتاب الْعَزِيز بِأَنَّهُم كَانُوا أهل أوثان {وَقَالُوا لَا تذرن آلِهَتكُم وَلَا تذرن ودا وَلَا سواعا وَلَا يَغُوث ويعوق ونسرا وَقد أَضَلُّوا كثيرا} وَصَارَ نوح يَدعُوهُم إِلَى طَاعَة الله وهم لَا يلتفتون وَبَقِي لَا يَأْتِي قرن مِنْهُم إِلَّا كَانَ أَخبث من الَّذِي قبله فَلَمَّا طَال ذَلِك عَلَيْهِ شكاهم إِلَى الله تَعَالَى فَأوحى إِلَيْهِ {أَنه لن يُؤمن من قَوْمك إِلَّا من قد آمن} فَلَمَّا يئس مِنْهُم دَعَا عَلَيْهِم فَقَالَ {رب لَا تذر على الأَرْض من الْكَافرين ديارًا} فَأوحى إِلَيْهِ أَن يصنع الْفلك وصنع السَّفِينَة من خشب الساج فَلَمَّا فار التَّنور وَكَانَ هُوَ الْآيَة بَين نوح وَبَين ربه حمل نوح من أَمر الله بِحمْلِهِ وَكَانَ مِنْهُم سَام وَحَام وَيَافث وَنِسَاؤُهُمْ وَقيل حمل أَيْضا سِتَّة أناسى وَقيل ثَمَانِينَ رجلا أحدهم جرهم كلهم من بني شِيث وتخلف عَنهُ ابْنه يام وَكَانَ كَافِرًا وارتفع المَاء وطمى وَجعلت الْفلك تجْرِي بهم فِي موج كالجبال وَعلا المَاء على رُؤُوس الْجبَال خمس عشرَة ذِرَاعا فَهَلَك مَا على وَجه الأَرْض من حَيَوَان ونبات

<<  <   >  >>