للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويؤكد هذه القصة مرقس في إنجليه بما نصه: "وقال لهم في ذلك اليوم لما كان المساء: لنجتز إلى العبر. فصرفوا الجميع وأخذوه كما كان في السفينة، وكانت معه أيضاً سفن أخرى صغيرة فحدث نوء ريح عظيمة، فكانت الأمواج تضرب السفينة حتى صارت تمتلئ، وكان هو في المؤخرة على وسادة نائماً فأيقظوه وقالوا: يا معلم، أما يهمك أننا نهلك؟ فقام وانتهر الريح، وقال للبحر اسكت أبكم. فسكنت الريح، وصار هدوء عظيم.

ويدعم هذه القصة أيضاً متى في إنجيله بما نصه:

"ولما دخل السفينة تبعه تلاميذه، وإذا اضطراب عظيم قد حدث في البحر حتى غطت الأمواج السفينة، وكان هو نائماً، فتقدم إليه تلاميذه وأيقظوه قائلين: سيدنا، نجنا، فإننا نهلك. فقال لهم: ما بالكم خائفين يا قليلى الإيمان؟ ثم قال وانتهر الريح والبحر فصار هدوء عظيم، فتعجب الناس قائلين: أي إنسان هذا؟ فإن الريح والبحر جميعاً تطيعه".

هذه إقرارات مؤكدة، ومن عجب أن الحواريين وضعوا شبهات من نسج خيالهم، فخذا هو بطرس خليفة المسيح يقول: "أنت هو المسيح ابن الله الحي. فكيف يتفق هذا وهو الإنسان الذي كان نائماً فأيقظوه كما تقرره القصص الثلاث؟

ويحسم القرآن الكريم الأمر في قوله تعالى:

{لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ}

وبعد أن دفعنا هذه الشبهة عنه من القرآن الكريم نبحث عن دفع من التوراة، وقد حاء في سفر الملوك الأول قصة حوار بين إيليا نبي الله وبين أنبياء البعل، وفي هذا الحوار يتحدى إيليا البعل إله البابليين، ويسخر منه، ويقول لهم في سخرية لاذعة: "ادعو بصوت عال، لأنه إله لعله مستغرق، أو في خلوة، أو في سفر، أو لعله نائم قيتنبه". وبرهان آخر هو المعجزات التي ظهرت على يد موسى ومنها: ضرب البحر بعصاه فانفلق، أهذه قدرة بشرية أم قدرة إلهية؟.

<<  <   >  >>