للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويسترسل السير آرثر فندلاى في كتابه (الكون المنشور) صحيفة ٧٨ فيقول: "إن قصة الصليب قيلت قبل عيسى على الستة عشر إلهاً مخلصاً، وقصص حياتهم على الأرض من المهد إلى اللحد ثم البعث - كلها متشابهة، وكأن كل ديانة ترث من سابقتها".

ونتيجة لهذا نشأت فكرة الفداء، فأولئك الذين يعبدون الشمس كانوا يقدموت آلاف الضحايا للشمس، وكان هذا العدد يتضاعف عندما يحل الكسوف، إذ كانوا يعتقدون أن الإله الشمس غاضب، أو أنه غير راض عن عباده، وكانوا يعتقدون عندما ينتهي الكسوف أن السبب في انتهائه فداء أحد زعماء القبيلة للشعب، بتقديم نفسه ضحية، وبهذا يعتبر ذلك الزعيم مخلصهم ومسيحهم، ويعتبر شخصاً إلهاً، حمل على نفسه عذاب شعبه.

وعلى هذا المنوال أحاطت بالمسيح عليه السلام مثل هذه الضلالات، إذ قيل: إنه قد حصل على الأرض ظلام، "ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض إلى الساعة التاسعة".

وبذلك كان موته - كما يحققه التلمود اليهودي - على الطريقة المنصوص عليها في التوراة، بحيث رجم بالأحجار، ثم علق جسده على شجرة. وأحيطت هذه الحادثة بخرافات ومعتقدات الأقدمين الذين أنشأوها رغبة في تهدئة إلههم الشمس في وقت الكسوف.

وليس هذا بعجيب، فإن كهنة الهند قالوا - في مطلع سنة ١٩٦٢ - إن القيامة لابد أن تقوم، وفسر علماء الفلك قولهم هذا بحقيقة وجود الشمس والقمر والأرض على خط واحد، ولولا عناية الله وحفظه لخلقه لحل الدمار بالعالم، باختلال الجاذبية التي تحفظ توازن كل كوكب من هذه الكواحكب في مساره، ومع هذا حفظ الله الأجرام في أفلاكها دون فقدان جاذبيتها التي تحفظ سابحة في أفلاكها.

وأصبح الصليب معبود الأقدمين رمزاً للمحورين المتعامدين للمجموعة الشمسية، وينبغي تقديم الفدية حتى لا يقع كسوف شمس كما أشرت آنفاً.

ثم أصبح الصليب في ٦٢٢م وفي عهد الإمبراطور هرقل رمزاً للجيوش الصليبية، وكان ذلك عند استيلاء الدولة الفارسية الساسانية على فلسطنين وبيت المقدس سنة

<<  <   >  >>