للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بجلاء حكمة العلاج الذي وضعه الإسلام لمثل هذه الأزمات صوناً لبناء المجتمع وحماية للمستوى الخلقي، وذلك بمنح المرأة نصف بيت إذا تعذر عليها الحصول على بيت كامل. ونصف البيت هو بيت على كل حال. وهو خير كثيراً من تركها بدون بيت. وتعدد الزوجات الشرعي خير بلا شك من تعدد الزوجات غير الشرعي.

ولا شك أن العالم سيهتدي يوما إلى حكمة تعدد الزوجات. كما سيهتدي إلى حكمة الطلاق، وهو الآخر موضع إنكار شديد.

أما تعدد الزوجات من الناحية الموضوعية فإن الإسلام لم يبتكره. كما أنه لم يستعره، فتعدد الزوجات من حيث هو نظام اجتماعي، وكان مألوفا أزمنة طويلة قبل بزوغ فجر الإسلام على شبه الجزيرة العربية والكتاب المقدس مليء بقصص عن زوجات إبراهيم وسليمان:

"وأرسل داود وتكلم مع أبيجايل ليتخذها له امرأة.. فقامت وسجدت على وجهها إلى الأرض، وقالت: هو ذا أمتك جارية لغسل أرجل عبيد سيدي.. وسارت وراء رسل داود وصارت له امرأة. ثم أخذ داود أخينوعم من يزرعيل فكانتا له كلتاهما امرأتين، فأعطى شاول ميكال ابنته امرأة داود لفلطى بن لايش الذي من حليم".

"فلما سمعت امرأة أوريا أنه قد مات رجلها ندبت بعلها، ولما مضت المناحة أرسل داود وضمها إلى بيته وصارت له امرأة وولدت له ابنا".

"وأحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون من أبيات وعمونيات وأدوميات وصيدونيات وحثيات من الأمم الذين قال عنهم الرب لبني إسرائيل: لا تدخلون إليهم وهو لا يدخلون إليكم لأنهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم. فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة وكانت له سبعمائة من النساء السيدات وثلاث مائة من السراري، فأمالت نساؤه قلبه ... وراء آلهة أخرى فذهب سليمان وراء عشتورث الإلهة الصيدونيين وملكون رجس العمونيين.. وهكذا فعل لجميع نسائه العربيات اللواتي كن يوقدن ويذبحن لآلهتهن".

وأما المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فإن زوجاته بعد السيدة خديجة رضي الله عنها كن في الغالب

<<  <   >  >>