للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- الفكر الماركسي اليهودي في الشرق الإسلامي:

فكر اليهودي مردخاي ماركس لم يعد خافيًا في بواعثه, ولا في حقيقته على أحد؛ فالماركسية -بمقاييس العلم- ليست بالنظرية المبتدعة التي لم يسبق إليها, بل هي تكرار لأفكار قديمة ترجع إلى ما قبل الميلاد، ثم هي في الحديث سرقة علمية من مجموعة فلسفات قال بها هيجل وفيورباخ, وجرى التوفيق أو التلفيق بين أجزائها، ومع ذلك بقيت تحوي التناقض, وتصطدم بالعلم في سماته الحديثة, كما تصطدكم بالفطرة والطبيعة في حالتها السوية السليمة.

ولا جرم أن بواعثها كثيرة:

منها: الباعث الشخصي فيما تحويه شخصية مردخاي ماركس، من حقدٍ على المجتمع الذي عاش فيه فقيرًا محرومًا عالة، حتى على أفراد عائلته من النساء، مما اضطره في مرحلة من مراحل حياته أن يلجأ إلى "النصب" كوسيلة للكسب١.

وما تحويه بعد ذلك من رغبة في الإتلاف والتحطيم ظهرت عليه في باكورة حياته, واعترف بها والده, وكفى بشهادة الوالد دليلًا على ولده٢.

وما تحويه أخيرًا من ميلٍ إلى التدلي والقذارة، ظهرت على مظهره وملبسه, وظهرت في سلوكه الماجن وحياته البعيدة عن القيم، والتي انعكست أو تورَّثت في إحدى بناته التي عاشت تعاشر إنسانًا بغير زواج، فلمَّا اكتشفت أنه متزوج من أخرى انتحرت٣.


١ نشير بذلك إلى قيامه ببيع كتابه رأس المال لأكثر من دار نشر في وقت واحد, وقبض ثمن الكتاب أكثر من مرَّة من أكثر من جهة، وهذه بلغة القانون ولغة الواقع: عملية نصب على مستوى التأليف والنشر.
٢، ٣ راجع في ذلك كتاب: شريعة الله حاكمة, فصل: الشيوعية شبهة وفتنة. الدكتور علي جريشة, وراجع كذلك كتاب الأستاذ عباس محمود العقاد: الشيوعية والإنسانية.

<<  <   >  >>