للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الخصوصية الخامسة والثلاثون: تضعيف أجر الذاهب إليها بكل خطوة أجر سنة]

٨١- أخرج أحمد والأربعة والحاكم عن أوس بن أوس الثقفي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من غسل يوم الجمعة، واغتسل ثم بكر ابتكر ومشي ولم يركب ودنا من الإمام، واستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها.


٨١- المستدرك ١/ ٢٨٢، ٢٨٣- البيهقي ٣/ ٢٢٩ -شرح السنة ٤/ ٢٣٦- مسند أحمد ٤/ ٩، ١٠٤- سنن أبي داود رقم ٣٤٥ الطهارة باب الغسل يوم الجمعة، وقال الخطابي: "غسل واغتسل وبكر وابتكر اختلف الناس في معناهما، فمنهم من ذهب إلى أنه من الكلام المظاهر الذي يراد به التوكيد، ولم تقع المخالفة بين المعنيين لاختلاف اللفظين، وقال: ألا تراه يقول في هذا الحديث "ومشى ولم يركب"، ومعناهما واحد، وإلى هذا ذاهب الأثرم صاحبه أحمد.
وقال بعضهم: قوله غسل معناه غسل الرأس خاصة.
وذلك؛ لأن العرب لهم لمم وشعور، وفي غسلها مؤونة، فأفرد ذكر غسل الرأس من أجل ذلك، وإلى هذا ذهب مكحول.
وقوله واغتسل معناه غسل سائر الجسد، وزعم بعضهم أن قوله: غسل معناه أصاب أهله قبل خروجه إلى الجمعة ليكون أملك لنفسه، واحفظ في طريقه لبصره.
قال: ومن هذا قول العرب: "فحل غسلة إذا كان كثير الضراب وقوله: وبكر وابتكر زعم بعضهم أن معنى بكر أدرك باكورة الخطبة، وهي أولها، ومعنى ابتكر قدم في الوقت.
وقال ابن الأنباري: معنى بكر: تصدق قبل خروجه وتأول في ذلك ما روي في الحديث قوله: "باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها"، والحديث في ابن ماجه رقم ١٠٨٧ والترمذي ٤١٦، وقال: حسن -النسائي ٣/ ٩٧.
وقوله: "ولم يلغ"، قال البغوي في شرح السنة ٤/ ٢٣٨.
يريد لم يتكلم؛ لأن الكلام في وقت الخطبة لغو بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا قلت لأخيك انصت، والإمام يخطب فقد لغوت، ويروى من مسم الحصا فقد لغا"، يعني قد تكلم وقيل: لغا عن الصواب أي مال عنه، وقيل: أي خاب وقوله سبحانه وتعالى: {لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا} "الواقعة/ ٢٥" أي كلاما مطرحا، والغي أي أسقط.
فاللغو كل ما ينبغي أن يلغى ويسقط.
وفيه ثلاث لغات لغا يلغو، والغي يلغى ولغى يلغي.
وقول تعالى: {وَالْغَوْا فِيهِ} "فصلت/ ٢٦"، من لغا إذا تكلم بما لا محصول له قال سلمال: إياكم وملغاة أول الليل.
يريد اللغو الباطل.

<<  <   >  >>