للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[إبراهيم عليه السلام]

[مدخل]

...

٦- إبراهيم عليه السلام:

نشأ الإنسان راشدا، وبدأ مع آدم -عليه السلام- وذريته أمة، موحدة، مؤمنة، ومكن الله للناس في الأرض, فأسسوا الحضارات، وأقاموا المدنيات, وعاشوا حياة مليئة بالخيرات، وعمتهم نعم الله وآلاؤه، وظهرت النهضة المادية في مختلف نواحي الحياة. لكن تاريخ الإنسان بالنسبة لدين الله مؤسف، فهو دائما يرتدّ عن الحق، ويزين له إبليس الضلال.

إن البشر لم يمكثوا طويلا بعد آدم -عليه السلام- حتى اخترعوا آلهة صنعوها بأيديهم، وعبدوها من دون الله تعالى.

والعجب أن يصنع الإنسان جمادا بيده، أو يشكله بإرادته، ثم يتصوره إلها، يعبده ويدعوه، وينتظر منه جلب نفع أو دفع ضر، لكن هذا العجيب هو الذي حدث، فلقد عبد قوم نوح، وقوم عاد، وقوم صالح الأصنام، واتخذوها آلهة من دون الله تعالى.

ويبدو أن الإنسانية خلال رقيها المادي كانت تتقدم ماديا، وتنتكس دينيا, وذلك واضح مع إبراهيم عليه السلام١.

فلقد أقام إبراهيم -عليه السلام- في أماكن عديدة، وعاشر أقواما كثيرين، وشاهد تنوعا في الضلال والكفر، مما يؤكد على هذا التلازم العكسي بين الرقي المادي، والضلال الديني.


١ قالوا: إن اسم إبراهيم مكون من كلمتين: إب بمعنى أب في السريانية، وراهيم بمعنى رحيم، فإبراهيم معناه: أب رحيم.

<<  <   >  >>